من يفوز..
النصر أو الحكم؟
أصبح الجمهور النصراوي يضع يده على قلبه عند لقاءات الهلال بالتحديد تحسبًا للسيناريو المتوقع أثناء اللقاء من تجاوزات تحكيمية أضرت بالفريق الأصفر وأخرجته من بطولتي الكأس وكأس آسيا، فالخوف كل الخوف من تلك المنغصات التي تحوم قبل وأثناء سير كل مباراة، والتدخل الخارجي الذي عكر صفو كل مباراة بين الفريقين حتى أمسى النقاد يتحدثون عن التحكيم أكثر من الأداء الفني.
تلك التوطئة ليست انفعالية أو عاطفية كما يتوقع البعض ممن توجعهم الوقائع والحقائق الثابتة، وإنما انعكاس واقعي لاعترافات واعتذارات رسمية من مسؤولي اللعبة بعد مباريات الفريقين وآخرها مباراة الكأس والخروج الذي تجرعه النصر بعد اعتراف دائرة الحكام أن ضربة الجزاء التي نالها الهلال في اللقاء الأخير كانت غير صحيحة، وبالطبع لم تقتصر الأخطاء على تلك المباراة، فقبلها كان نصف نهائي الكأس الآسيوي وحالة الطرد التي طنشها الأسترالي، وقبلها كأس الملك وخسارة الاتحاد الفاضحة في الدوري، وجميعها للأسف على يد حكام أجانب يقال إنهم من النخبة، ومع كل تلك المعاناة فليس هناك كعب عالٍ على الآخر، فالمباريات العشر الأخيرة بين الفريقين كانت الكفة متساوية بفوز كل فريق بخمسة لقاءات، لكن الغريب وحتى النصر عندما يطالب رئيسه بحق مشروع بتكافؤ الفرص وعدالة المنافسة بين الفرق في الدوري ينتاب البعض التوتر والقلق، ويشعر آخرون بأن هناك من يشير لهم وكأنه يوجه أصابع الاتهام إليهم، خلاصة القول إن القدرات الكبيرة التي يحتضنها كل فريق مطالبة بإشباع المتلقي كرويًا ولا يفترض أن تشعر لحظة بتقلبات مجنونة تعصف باللقاء وتخرجه عن مساره الفني.
في الجانب الفني خرج الهلاليون من عباءة التشكيك بمدربهم دياز بعد عودته ثانية، وبأن ابنه كان الحاكم بشؤون الفريق، وهو حديث رسمي من مسؤوليه في فترته الأولى، ويبدو أن فوزه في المباريات الثلاث أوقف التشكيك بقدراته مؤقتًا، فيما خرج روسو في مبارياته الأخيرة عن مساره ونهجه الفني المعروف بعد التغييرات التي أحدثها في خارطة الفريق، لكنه في الوقت نفسه لا يزال الفريق متماسكًا بفضل نخبة لاعبيه سواء في التشكيلة الأساسية أو الاحتياط، وإن كان الفريق لديه أكثر في الاندفاع الهجومي وفرض أسلوبه لكن بتردد مدربه بقي معطلًا، وإذا سار اللقاء في أجواء فنية دون تدخلات خارجية فالكرة السعودية موعودة بديربي يليق بالمنافسة فهل تضمن لي الأولى حتى أضمن لك الثانية؟.