لماذا الأندية
لا تقلد الهلال؟!
ليس من السهل على أي ناد المنافسة على أكثر من بطولة، لأن الأمر يتطلَّب “خبرة”، تتجسَّد في هوية شخصية، يملكها الفريق، تمكِّنه من التركيز على جميع الأصعدة التنافسية.
هذا ما تجده في الهلال وحيدًا مقارنةً بجميع الأندية السعودية، إذ يستطيع أن ينافس محليًّا وآسيويًّا في الوقت نفسه، لماذا؟!
شخصية اللاعب الهلالي تختلف بسبب الخبرة التراكمية التي يحصل عليها من خلال المشاركة المستمرة في المنافسات الخارجية، إلى جانب امتلاك الفريق عديدًا من اللاعبين الدوليين، المحليين والأجانب، الذين يشاركون مع منتخباتهم الوطنية في منافسات ذات مستوى عالٍ.
شاهدنا الهلال في دوري أبطال آسيا مرتين، أمام الشارقة والريان، يسيطر على مجريات المباراة بكل سهولة، وكأنَّه لا خصم أمامه، وليس السبب هنا ضعف منافسيه، بل جودة اللاعب الهلالي فنيًّا، الذي يتفوَّق بمراحل على المنافسين في القارة الآسيوية.
مع كل هذا، يجب أن تضع الأندية السعودية المشاركة في المنافسات الداخلية والخارجية في عين الاعتبار، أنها لا تستطيع تحقيق جميع البطولات، لذا يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة، تعكف عليها الأجهزة الإدارية والفنية، بتجهيز اللاعبين نفسيًّا كيلا يتأثروا سلبًا، في حال خسارة أي بطولة، في بقية المنافسات.
وفي السياق نفسه، لا يمكن أن يستمر أي نادٍ في تحقيق جميع البطولات التي يشارك فيها، لأن كرة القدم تتكوَّن من فوز وخسارة، فرح وحزن، بطل ووصيف.
لا يوجد شيء ثابت في عالم المستديرة، فكل شيء يتحرك وكأنَّ الأندية في لعبة الكراسي، والمنصة لا تتسع إلا لبطل واحد.
لا يبقى إلا أن أقول:
الكراسي تتغيَّر في المشاركات الخارجية للأندية السعودية، لكن الهلال، وحيدًا، ثابتٌ في تمثيل الوطن في كل المحافل الدولية. وحتى نكرر تجربة الهلال، يجب أن ندرك أمرًا واحد لا أكثر، وهو أنه لا يمكن أن يكون لك حضور وتأثير خارجي، وأنت غائب عن المشهد المحلي. الموضوع باختصار قبل أن تفكر بأن يكون لك حضور قاري، يجب أن تحدد موقعك في المنافسات المحلية.
هنا يجب أن نستنسخ تجربة الهلال، وأن نحرص أولًا على المنافسات المحلية لصناعة فريق قوي، ينافس على البطولات، وقادر على مجابهة الفرق في البطولات الخارجية.
ليس عيبًا أن نقلِّد تجربة الهلال، فهذا العمل التراكمي منذ سنوات داخل البيت الهلالي، احتاج إلى تخطيط وعمل ممنهج دون أي اجتهادات، والأمر أكثر تعقيدًا من تعاقدات أجنبية في الصيف. ما تحتاج إليه الأندية الأخرى، أن يكون لها استقرار فني وإداري لخلق هوية فريق بطل.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.