رشة
ملح
أثار مشهد عبوات المياه وتساقطها على أرض الملعب في كثير من المباريات الجدل بشأن المتسبب والعقوبات ضد الأندية المستضيفة.
وبات توجه اللاعب إلى مدرجات الفريق الخصم لإغاظة الجماهير يتبعه بالضرورة ردة فعل أقلها رمي القوارير والأحذية وولاعات السجائر وكل ما يصل إلى يد المشجع الغاضب، وبالتالي إلحاق ضرر مضاعف بالفريق من خلال التسجيل في مرماه، ثم تغريمه ماليًا وربما حرمانه لاحقًا من الحضور الجماهيري بسبب ردة فعل مشجعيه ضد اللاعب المستفز.
وغالبًا لا يجد المهاجم مكانًا للاحتفال به حين يحرز هدفًا في مرمى الخصم وأمام جماهيره، غير أن التعبير عن الفرحة يمر دون ردة فعل من مدرجات الفريق المستضيف، ويختلف الأمر تمامًا حين يختار اللاعب التوجه إلى الجماهير نفسها بهدف استفزازها بطريقة أو بأخرى، إذ لا يمكن أن يتوجه البرازيلي إدواردو نحو جماهير الاتحاد للاحتفال أمامها على طريقة القصاب التركي نصرت ورشة الملح الشهيرة، دون أن يتحول المدرج إلى راجمة قوارير لإيقاف حفلة اللاعب المستفزة، والحال نفسها تنطبق على هارون كمارا حين يختار الاحتفال أمام مشجعي النصر بطريقة تكفي لإثارة غضبهم، ولا يبدو حمد الله بإشارته الشهيرة أقل قدرة على استفزاز جماهير الخصم وإجبارها على رمي العبوات نحو الملعب، وغيرهم الكثير من الذين يدركون أن العقوبة ستطال الفريق الخصم لاحقًا وتنال من حظوظه في المنافسة.
واللافت أن العقوبات لا تأخذ بالاعتبار مصدر الفعل بقدر الأخذ بردة الفعل ونتائجها، فضلاً عن عدم التمييز بين الشغب المنظم لجماهير الفريق والتصرف الفردي الذي يقوم به مشجع يمكن تحديده تمهيدًا لمعاقبته من الجهة صاحبة الشأن عن حفظ الأمن وتطبيق النظام العام، وغالبًا ما تخالف القرارات الانضباطية الصادرة تفاصيل الواقعة والثابت فيها من أفعال وأقوال، خاصة حين تأخذ لجنة الانضباط جزءًا معينًا من المشهد وتصدر على أساسه قراراتها المتناقضة في أحيان كثيرة.
ولا يختلف اثنان على أن لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم باتت بحاجة إلى إعادة تأهيل، بعدما أظهرت أكثر من مرة أن موادها وضعت بطريقة فضفاضة تسهل مهمة توجيه القرار في أكثر من اتجاه، فضلًا عن تطبيق العقوبات على طرف والعفو عن طرف ثانٍ في القضية نفسها، ووفقًا لمواد نظامية لا اختلاف عليها ويمكن تطبيقها على جزء من المشهد لتسبيب القرار بالقدر الكافي لتمريرة لمصلحة جهة ضد أخرى، وفي هذا حالة استثنائية لا يمكن رصدها إلا في نشاط اتحاد اللعبة السعودي.