تجارب
المنتخب
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
تقل الأخطاء، وتتقلص فرص الفريق المنافس إذا ما نجحت في تحقيق الترابط والتقارب بين جميع خطوط فريقك، واستطعت أن تتحرك في كل الحالات الدفاعية والهجومية كمجموعة واحدة متماسكة، فيها كل متطلبات الانضباط التكتيكي، والانسجام المطلوب، والتركيز العالي، والقدرة على تغطية كل مساحات الملعب، ومحاولة الفوز بالكرات المشتركة، والمواجهات الفردية.
وتعدُّ هذه المتطلبات الفنية من أهم وأكثر الخطوات التي يحرص على تطبيقها كل المدربين في فترة المباريات الودية، وإعداد المنتخب لمنافسة ومناسبة كبيرة مثل كأس العالم، ومع فقدان، أو عدم تطبيق كل هذه العناصر، تظهر العيوب الفردية، وتكثر الأخطاء، وتتسع مساحة اللعب والاستحواذ على الكرة لصالح المنتخب المنافس، بالتالي يسيطر على المباراة، وتتكرر فرص تسجيله الأهداف في شباكك، وقد يصل عدد الأهداف إلى معدل كبير، كما حدث في مباراة افتتاح كأس العالم 2018 أمام المنتخب الروسي. ولا شك أن الفوارق البدنية والفنية تؤثر على نتائج المباريات، لكن بالمعدل والفارق المعقول والمقبول، أما إذا زادت النتيجة، وارتفع معدل استقبال الأهداف، فهذا يعني أن إعداد المنتخب غير جيد وبعيد جدًّا عن تطبيق كل الخطوات التي تكفل وتساعد على ترابط الخطوط وتماسك المنتخب.
في المباراة الودية التي لعبها منتخبنا أمام نظيره الفنزويلي، اختلفت التشكيلة عما كانت عليه أمام منتخب كولومبيا، وهذا أمر جيد ومطلوب لإتاحة الفرصة للجميع للعب، ووقوف الجهاز الفني على أفضل الخيارات الفنية وأكثرها مثالية من جميع النواحي المؤثرة والمتداخلة مع بعضها للوصول إلى أفضل قرار فني متكامل. ومن المؤكد أن نجاح طريقة اللعب وأسلوب التنفيذ واختيار التشكيل المناسب، يرتبط بشكل مباشر بأفكار المدرب وقدرات المنتخبات المنافسة في المجموعة، ومجمل ما حدث أمام فنزويلا وكولومبيا، هو انعكاس وصورة مصغرة للمدرسة اللاتينية، بالتالي في كرة القدم كل الأمور الفنية مهمة، لكن هناك أولويات وثوابت تؤثر على المستوى الفني، وارتفاع أداء المنتخب، من أهمها ما تكرر في تجربتي فنزويلا وكولومبيا من وجود المساحات والفراغات الكافية للتمرير بين الخطوط، وخسارة أغلب الكرات المشتركة، وسهولة الوصول إلى مرمى العويس على الرغم من تطبيق واختيار أسلوب دفاع المنطقة، والتراجع إلى خط الوسط، ومن هنا تأتي المقارنة ومحاولة دراسة كل التجارب القادمة، ومهارات وقدرات نجوم منتخبات الأرجنتين والمكسيك وبولندا الكفيلة باستغلال أي مساحة في الملعب.