2022-06-27 | 23:58 مقالات

الرحلة SV1780

مشاركة الخبر      

النداء الأخير لركاب الرحلة SV 1780 المتجهة من مطار الملك عبد العزيز بجدة إلى مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز بجازان التوجه للبوابة رقم A5.
وقت صعود الطائرة عشرين دقيقة بعد الثامنة مساءً، وتحركت الطائرة وأقلعت في التاسعة وخمسة وعشرين دقيقة والحمد لله هبطت الطائرة الحادية عشرة ليلاً... ماذا يعني كل هذا؟!.
لا أعرف أين كان عقلي وتفكيري عندما قررت حجز هذه الرحلة، وأي ذنب ارتكبته حتى أعاقب بهذه اللعنة أن أسافر وقت مباريات الجولة الأخيرة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
عندما كنت معلقاً في السماء بين أحضان الطائرة كان قلبي متصلاً بالأرض يريد أن يعرف ما الذي حصل في ثماني مباريات لكل واحدة منها قيمتها في تحديد هوية البطل أو الهروب من الهبوط.
وقبل أن أصعد الطائرة كنت أترقب عيون الناس وأقرأ ملامحهم في جدة... يا الله ما الذي جعل عروس البحر الأحمر هكذا؟!.
لا تكاد أن تعرف من الاتحادي من الأهلاوي كلهم يتشابهون في القلق والحيرة والرهبة والخوف ووووووووو.
وأنت تمشي بجوارهم تكاد تسمع نبض كل واحد وكأن قلبه يريد أن يخرج من جسده... ما ذنب جدة وهي العروسة أن تعيش هذه الحالة المرتبكة؟!.
وأنا في الطائرة سألت نفسي ماذا سيحدث في جدة لو أن الاتحاد توج ببطولة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، والأهلي هبط إلى دوري الدرجة الأولى!!!.
وكأنه في الليلة الفرح والعروس جدة تفقد شخصًا عزيزًا عليها، وتعيش الارتباك ما بين نشوة فرح وقسوة حزن.
والعكس صحيح لو أن الأهلي انتصر وأنقذ نفسه من الهبوط وخسر الاتحاد بطولة الدوري سوف تتقلب المشاعر في جدة ولا تعرف هل تفرح بنجاة الراقي أو الحزن بضياع الدوري من العميد.
وفي الرياض بوصلة الدوري مباراتان سوف تخطفان المتابعة الجماهيرية الهلال المتصدر ينتصر ليحقق الدوري أو يتعثر وينتقل الفرح إلى جدة لصالح الاتحاد منتظر تعثر الهلال على أحر من الجمر.

لا يبقى إلا أن أقول:
وفي المباريات الأخرى لا تعرف من سوف تبتسم له الحياة الاتفاق، الباطن، الرائد، الفيصلي، والتعاون جماهيرهم إلى جانب عشاق الأهلي أياديهم على قلوبهم يخشون الخسارة والهبوط.
بين كل هذه المشاعر وتقلب القلوب أنا في الرحلة SV1780 في السماء لا أعرف نتيجة أي مباراة في كوكب الأرض عندما تهبط سوف أفتح الجوال لأعرف ماذا حدث؟!
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك.