2022-10-14 | 23:14 مقالات

تلفريك في الرياض.. «ودي أصدق بس قوية»

مشاركة الخبر      

عندما قصد “حسينوه” العاصمة المصرية القاهرة كان محملًا بأحلام الثراء، طارقًا تحقيقها من باب السياحة، فدخل في مفاوضات شراء أهرامات الجيزة لنقلها إلى ميادين العارضية ومشرف، مقررًا أن يضع أبو الهول “ممددًا” في الصفاة، مراهنًا شقيقه سعد على الكسب المادي وإقبال الزوار، قبل أن يقاطعه والدهشة تسكن وجهه، ليس بسبب الفكرة لكن من طريقة نقلها إلى الكويت!
درب الزلق والكثير من الأعمال في الثمانينيات الميلادية التي عرضت في الشاشات الخليجية كانت تتهكم على السياحة المحلية، وتناقشها من زوايا مليئة بالسخرية، ولنا في طاش خير مثال، فلا يمر عام إلا ويكون للقطاع السياحي جزء من الانتقاد اللاذع، وطبعًا لا يلامون في ذلك فهم في نهاية المطاف مرآة للواقع.
تلك الانتقادات حركت السياحة في منتصف التسعينيات في بعض من دول الخليج نوعًا ما، وباتت تقلل هجرة أهاليها “ترفيهيًا”، بعد أن نطقت لغة الأرقام ودخلت السياحة في خانة الإيرادات. وفي السعودية أُهمل الجانب السياحي والترفيهي أعوامًا طويلة، قبل أن يأتي عرّاب الرؤية ورائد التغيير الأمير محمد بن سلمان ويجعل وطننا الغالي وجهة السيّاح في كل الفصول، وأبهرنا العالم أجمع.. ولنا في الرياض مثال بسيط، وكيف تحوّلت من الجمود إلى الحركة، وكيف دبّت الحياة في ميادينها وتدفقت دماء الحيوية في شرايينها وأصبحت عاصمة الترفيه والسياحة الأولى في المنطقة وأحرفها على لسان كل الجنسيات.
المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه مع فريق عمله يدخلون في منافسة مع أنفسهم، حين أعلن تدشين موسم الرياض في نسخته الثالثة، الذي يضم فعاليات كانت تصنّف في السابق ضمن “أهرامات حسينوه” لكنهم حققوها بالعمل والمثابرة. وعايشت وتعايشت فترة الثمانينيات الميلادية والجفاء السياحي والترفيهي، وسلسلة الأحلام المربوطة بعقد الخوف والتردد والمستحيل، قبل أن يفك وثاقها ملهمنا، مؤمنًا بقدرات وهمم أبناء الوطن، وحضرت مواسم الرياض صحافيًا وزائرًا، ولكن ما استوقفني في النسخة الثالثة هو “التلفريك” و”أكبر بحيرة” و”الغواصات” فكلها كانت تذكر لدى الأجيال السابقة بنوع من السخرية ومدرجة تحت بند “المستحيلات”، ولو ذكرت في ذلك الزمن لجاء الجواب من قبلهم كما رد النجم سعد الفرج في مسرحية “حامي الديار” عندما قال: “ودي أصدق بس قوية”. القوة الحقيقية هي الدعم الكبير الذي منحه ولي العهد لكل رجاله المخلصين في عملهم وثقته بهم، ورؤيته الشامخة بأن الرياض وبقية المناطق ستكون وجهة العالم وهو ما يتحقق الآن.. فهنيئًا لنا بهذا القائد الفذّ والملهم.. ويستحق وطننا كل ما يبذل له.. وشكرًا للرجال الأقوياء المخلصين وما يقدمونه سواء في الترفيه أو بقية القطاعات.