2022-12-31 | 23:27 مقالات

هدف سينمائي

مشاركة الخبر      

اعتاد عشاق كرة القدم في العالم على حضور مهرجانات اعتزال اللاعبين وشراء الأفلام الوثائقية المخصصة للحديث عن عظماء اللعبة، بهدف مساندة اللاعب المعتزل ودعمه ماليًّا بعد انتهاء مسيرته، وفي السنوات الأخيرة تراجع الاهتمام بتنظيم مباريات الاعتزال بسبب ضعف العائد المالي قياسًا على التكلفة العالية لجلب النجوم، ما جعل لاعبي الصف الأول يتجهون نحو منصات المحتوى المدفوع لاستثمار شهرتهم في الحصول على المال.
وكانت الوثائقيات الرياضية ظهرت في الدول العربية منتصف الثمانينيات، من خلال إنتاج محتوى تلفزيوني عن لاعب معتزل، وطرح هذا المنتج في سوق الفيديو مقابل 50 أو 100 ريال للنسخة، بحسب أهمية اللاعب وجماهيريته، غير أن العائدات المالية لم تكن مرضية لأكثر اللاعبين، بسبب استغلال شركات الإنتاج لعقودها مع النجوم، بمنح اللاعب مبلغًا محددًا عند إبرام العقد، قبل أن تجني أضعاف المبلغ المدفوع بفضل عائدات الإعلانات ومبيعات الفيديو، ومع ظهور القنوات الفضائية في التسعينيات تراجعت شعبية الفيديو، وبالتالي لم تعد شركات الإنتاج تهتم بهذه الفكرة التي لم تصبح مجدية.
وتابع المشاهد العربي سيلًا من الأعمال الرديئة التي تحدثت عن مسيرة ماجد عبد الله ومحمود الخطيب وجاسم يعقوب وغيرهم، وبات إحياء الفكرة ونجاحها رهن قدرتها على مواكبة الإنتاج السينمائي برؤيته الحديثة، قبل أن تتكفل منصات المحتوى المدفوع على نحو نتفليكس وأمازون بإعادة الأفلام الوثائقية عن اللاعبين إلى دائرة اهتمام المشاهدين العرب من خلال حلقات وثائقية تتحدث عن بيليه ومارادونا ورونالدو وغيرهم، ما أوحى إلى بعض المنصات العربية لخوض التجربة والاستفادة من شعبية اللاعبين المعتزلين، لتتحول عائدات هذه الأفلام إلى ما يوازي إقامة مباراة اعتزال.
وعلى الرغم من أن بعض اللاعبين العرب رفضوا الموافقة على إنتاج فيلم وثائقي عن حياتهم، خوفًا من مستوى الإنتاج أو عدم اهتمام المشاهدين بالمحتوى، إلا أن لاعب المنتخب السعودي سعيد العويران خاض التجربة بنجاح حين سرد قصة حياته في سلسلة وثائقية تحت عنوان “الهدف”، في إشارة إلى هدفه في مرمى بلجيكا خلال نهائيات كأس العالم 1994، وبرهنت السلسلة أن وراء كل إنسان قصة وفي حياة كل لاعب تفاصيل من الممكن أن تصبح مادة لعمل سينمائي يستحق المشاهدة، وربما فرصة يستطيع من خلالها النجم المعتزل تقديم نفسه مجددًا، والوصول إلى قلوب الناس بعد سنوات طويلة شهدت معارك يحركها التعصب ويكتوي بنارها اللاعب.