تشفير
رونالدو
شهدت الرياض خلال الأسبوع الماضي سلسلة من المناسبات العالمية التي لوت الأعناق نحو السعودية الجديدة وبرهنت براعة تنظيم الفعاليات الرياضية ومن ضمنها مباريات كرة القدم، ما يمهد في المستقبل لاستقطاب منافسات كبرى على نحو نهائيات كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية.
ومع أن الرياض استضافت مباريات كأس السوبر الإسبانية والإيطالية وحفلة تقديم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلا أنها لم تنل من الانتشار نصف ما نالته مباراة نجوم موسم الرياض ضد باريس سان جيرمان، قياسًا على الاهتمام العالمي ونسبة المشاهدة، وبفضل التسويق الناجح للحقوق ومنح القنوات الفضائية فرصة أكبر في بث المباراة واستخدام لقطاتها، ما ساهم في بلوغ الهدف من تنظيم المباراة بمشاركة نجوم الصف الأول.
ولم يكن لمباراة موسم الرياض أن تصل إلى العالم لولا استخدام الأدوات المناسبة ومن ضمنها شبكة BEIN، التي تمتلك حضورًا لدى ملايين المشاهدين، بفضل امتلاكها حقوق أهم البطولات وقدرتها على تسويق المناسبات الرياضية، فضلًا عن مراعاة جوانب مهمة لا تتعلق بتحصيل الاشتراكات، ومن ضمنها إتاحة الفرصة لتداول مقاطع المباريات في حال كانت تتعلق بإبراز إنجازات بلادها قطر، والمساعدة على أن يصل صدى المناسبات المقامة في الدوحة إلى أقصى مكان على سطح الأرض.
وفي المقابل تجتهد القنوات المحلية والكيانات الإعلامية السعودية في الخارج للحد من وصول الصورة إلى العالم من خلال ممارسات صحيحة في شكلها وخاطئة في مضمونها، ومن هذه الممارسات التشفير أو الاحتكار أو منع حصول الوكالات العالمية على لقطات تلفزيونية تخص الحدث، ما يزيد من مصاعب الوصول إلى المشاهدين في أنحاء العالم، خاصة أن هذه القنوات في الداخل والخارج لا تضع ضمن أهدافها أبعد من المشاهد السعودي دون تفكير بجوانب تسويقية مهمة أثناء التعاطي مع الأحداث العالمية المقامة في السعودية.
وفي حال رغبت وزارة الرياضة أو هيئة الترفيه الاستمرار في تنظيم واستضافة المناسبات الكبرى، فالأجدى أن تهتم بالجانب التسويقي لحقوق البث، واتخاذ إجراءات تكفل وصول الصورة إلى أكبر قدر من المشاهدين في العالم، لضمان تحقيق الهدف من جلب النجوم وإقامة المباريات في السعودية، خاصة أن تحويل الرياض أو جدة إلى وجهة عالمية يتطلب دعاية واسعة وتعريفًا دائمًا بما يحدث على الأرض، بعيدًا عن النظرة الإعلامية القاصرة وحرص بعض القنوات على تحقيق الربح في مرحلة باكرة تتطلب جذب الأنظار نحو بلاد لم تكن قبل سنوات على خارطة الفعاليات.