العالم
الذي نعيش
- مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش. الآن صرت متأكدًا أن العالم الذي نعيش ليس عالمًا واحدًا، بل مليارات العوالم على كوكب الأرض، لأن كلًا منا يرى العالم بطريقته المختلفة، أو من خلال بيئته التي يعيشها. كان الرعب قد تمكن مني عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، وكنت أتابع الأخبار طوال اليوم، حتى صار العالم عندي هو عالم الحرب، وعندما بدأ مونديال كأس العالم في قطر كنت أشاهد المباريات وأتابع ما بعد المباريات.
من تصريحات اللاعبين ومؤتمرات المدربين وأهازيج الجماهير، حينها أصبح العالم عندي هو عالم كرة القدم، وعندما انتهى المونديال وجدت نفسي أدخل عالم استوديوهات الصوت، وما زالت أرى العالم إلى الآن هو عوازل الصوت وأنواع الميكروفونات. هذا الأمر هو نفسه ينطبق على غيري، كل يدخل عالمه ثم يصبح بالنسبة له هو العالم، والجيد أن الذي يضع نفسه في عالم صحي وآمن ومفيد يصبح عالمه جميلًا، أما إذا تابع أخبار الحرب وتصريحات المتحاربين عن إمكانية استخدام النووي فلا بد أن عالمه سيصبح مخيفًا، وهذا ما يؤثر على الحالة النفسية. أتذّكر عندما شكوت لزميلي عن حالتي النفسية فلم يهتم، وعندما عاتبته قال: يعني نفسيتك نفسية أنشتاين علشان أقلق؟ سامحه الله!.
- أحب قراءة الدراسات لأنها مبنية على تجارب وأرقام، لكن الدراسات في السنوات الأخيرة صارت أكثر من الجمهور، وهذا ما أضعف من هيبتها، ففي السابق كان الواحد يشد انتباهه إذا ما سمع: تقول الدراسة! تبقى للدراسات أهميتها الكبيرة، فأي مشروع لكي ينجح لا بد أن تكون له دراسته، وأي علاج جديد لا بد أن تكون له دراسته، حتى القرارات الشخصية لا بد أن تُدرس. الشاهد أن الدراسة التي قرأتها تكاد تكون أفضل دراسة قرأتها منذ سنوات، لأنها كشفت عن كلمة السر لنجاح العلاقات الزوجية، وأظنها تتجاوز العلاقات الزوجية وتصل إلى كل العلاقات الإنسانية، الدراسة شملت 40 ألف حالة على مدار 50 عامًا، كان الهدف منها هو البحث عن الأسس لضمان استقرار العلاقات الزوجية وتجنب حدوث الطلاق، ونشر موقع cnbc الدراسة التي أجراها الدكتور جون جوتمان وزوجته الدكتورة جولي شوارتر وهما عالما نفس، وخلصت إلى أن السر لنجاح العلاقة يكمن في قول كلمة (شكرًا) لأن الأزواج يريدون أن يكونوا في موضع تقدير، وأن يتم الاعتراف بجهودهم. أنا مقتنع جدًا بهذه الدراسة، تصور أن تبذل جهدًا من أجل شخص ما، سواء شريكك أو جارك أو شخص قابلته صدفة في الطريق ثم لا يقول لك شكرًا!
- العمل عن بعد يفرض نفسه كواقع، وبعض الموظفين في أنحاء العالم استمروا بالعمل من منازلهم حتى بعد زوال خطر كورونا. التجربة ناجحة لأنها توفّر الوقت على الموظف، كما أنه يشعر بالراحة أثناء العمل لأنه بالقرب من أفراد عائلته، ولأنه يستطيع الاهتمام بكبار السن إن كان هناك من يحتاج للرعاية. آخر الدراسات تقول إن متوسط توفير الوقت هو 72 دقيقة يوميًا كانت تهدر على الطريق والازدحام! بإمكاني تحمل ضغط السفر داخل صاروخ متجه للقمر، ولا أتحمّل ضغط الازدحام المروري!