2023-03-04 | 23:48 مقالات

الاتحاد الكسول

مشاركة الخبر      

لم يعرف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 2003 ترهلًا، يوازي ما أصابه من عشوائية في تنظيم المسابقات القارية خلال السنوات الأخيرة، ما أدَّى إلى تراجع لافت في مستوى بطولات الأندية، تسبَّب في إعادتها إلى مرحلة البدايات بما شهدته من مجهودات وقرارات، تعكس حال اللعبة في بلدان القارة الصفراء حينها.
ولم تتمكَّن إدارة الاتحاد الآسيوي من التصدي لضعف المنافسة في دوري أبطال آسيا بعدما حال فصل شرق القارة عن غربها دون تطور مستوى الأندية، وفرض عليها تنافسًا محدودًا حتى بلوغ أقواها الدور النهائي، الذي بات يقام تارة ذهابًا وإيابًا، وأخرى من مباراة واحدة، وسط ارتباك غير مسبوق في التنظيم، ما أدَّى لاحقًا إلى مشاهدة مواجهات ضعيفة، تنتهي بنتائج أقرب إلى مباريات كرة اليد، منها خمس مباريات تمكَّن خلالها أوراوا دايموندز الياباني من إحراز 29 هدفًا، والتأهل إلى الدور النهائي لمواجهة الهلال، علمًا أن الأخير اكتسح الدحيل القطري بسبعة أهداف دون مقابل في الدور نصف النهائي!
وبرهن الاتحاد القاري على تخبُّطه من خلال استمرار نظام التجمُّع، الذي لجأ إليه أثناء جائحة كورونا، ليضاعف معاناة كرة القدم الآسيوية بعد قراره السابق بفصل الشرق عن الغرب، ويبدو أن مسؤولي الاتحاد أصبحوا يفضِّلون الاتكال على قدرات بعض الدول وتنافسها على استضافة المباريات، خاصة أن البلد المستضيف يقوم بما يلزم دون أن تبذل اللجان في كوالالمبور جهدًا باستثناء إبرام العقود، وتحصيل العائدات المالية.
حال الترهُّل التي يعيشها الاتحاد الآسيوي منذ سنوات، تسبَّبت في ضعف مستوى دوري الأبطال، وغياب أقوياء القارة عن الساحة، باستثناء الهلال السعودي من خلال قدرته على الاحتفاظ بحضوره المحلي والقاري، ما يهدِّد بتراجعه أيضًا في حال استمرت المنافسات بفقدان ندِّيتها، وتراجع جماهيريتها! ويبدو أن الشرق أصيب بالقدر الأكبر من التراجع بفعل السماح لبلدان متواضعة رياضيًّا بترشيح أنديتها للمشاركة في البطولة الأهم للأندية، بالتالي المساهمة في تراجع الأندية المهمة، وإتاحة الفرصة لفريق بقدرات أوراوا دايموندز أن يبلغ نهائي دوري أبطال آسيا في ثلاث مناسبات خلال ستة أعوام، على الرغم من أنه لم يفز ببطولة بلاده منذ 17 عامًا، فضلًا عن فشله في احتلال المركز الرابع على الأقل منذ ثمانية أعوام، وهذا يبرهن على تراجع حال كرة القدم الآسيوية، وضعف الاتحاد القاري الذي لم ينجح في تطوير اللعبة قبل أن يفشل في الحفاظ على مكتسباتها.