الاتحاد
والتجربة المرة
وضع الاتحاد قدمًا على منصة التتويج ببطولة الدوري السعودي لكرة القدم عقب فوزه المثير على المنافس الشرس الشباب، في مشهد أعاد إلى الأذهان فرحة النمور المبكرة في الموسم الماضي والحديث عن مراسم الممر الشرفي، بعدما أصبح الفريق على مقربة من تحقيق لقبه التاسع قبل أن يتعثر بطريقة دراماتيكية في المنعطف الأخير ويفقد فرصة محققة لتحقيق البطولة.
ويبدو أن الاتحاد سيعاني أيضًا خلال الموسم الحالي بعدما أظهر لاعبوه تراجعًا في المباريات الأخيرة لا يوازي الانطلاقة القوية للفريق والأداء اللافت في المواجهات القوية، خاصة أن حال الإعياء التي ظهر بها الثلاثي عبد الرزاق حمد الله والبرازيلي كورونادو ومواطنه رومارينيو تعطي مؤشرًا على أن الاتحاد سيواجه مصاعب في مواصلة انتصاراته، وأن المدرب البرتغالي نونو سانتو سيفاجأ بهبوط المستوى الذي يفرضه في المراحل الأخيرة من البطولة معدل أعمار بعض اللاعبين كما حدث في الموسم الماضي.
ومن المرجح أن تحدد مباراتي الاتحاد ضد التعاون وأبها قدرة النمور على استجماع قواهم وتفادي المصير المر الذي عرفه الفريق حين خسر أمام الطائي وتعادل أمام الباطن قبل النهاية، ولن يكون الأمر سهلًا حينها على أنصار الاتحاد عندما يشاهدون الفيلم التراجيدي مجددًا وخسارة فريقهم بالأسباب نفسها، خاصة أن فقدان فرصة الفوز باللقب للمرة الثانية ستنسي عشاق النادي العريق ما قدمه الفريق من عروض قوية ونتائج لافتة، وستنسيهم العمل الناجح لمسؤولي الاتحاد طوال الموسم، وبالتالي العودة إلى نقطة البداية وبدء البناء مجددًا من أجل الحصول على فرصة مماثلة.
يدرك لاعبو الاتحاد أن الحصول على اللقب يتطلب مواصلة الركض حتى الدقيقة الأخيرة بعيدًا عن انتظار تدخل الحظ أو أخطاء المنافسين، غير أن قدراتهم اللياقية ربما لن تساعدهم مع اشتداد المنافسة أمام فرق بعضها يبحث عن اللقب أو الهرب من مصير الهبوط ومغادرة دوري الأضواء، ما يجعل الجولات المقبلة تمثل تحديًا من نوع خاص للاتحاد وتفرض مهمة تتعلق بقدرة المحترفين على الاستعداد لمقاومة الإعياء وتراجع المستوى.
ويبدو أن المدرب سانتو بدأ ينتبه إلى أن حال فريقه اللياقية ليست جيدة قياسًا على مستوى لاعبي الشباب أو الهلال وربما بقية الفرق المنافسة، ما يجعل نجاحه في التعامل مع هذه المشكلة ومعالجتها إنجاز سيمنحه ثناء متابعي البطولة عمومًا وسيرفع من أسهمه في سوق انتقالات المدربين في منطقة الخليج على الأقل.