2023-06-09 | 23:33 مقالات

صحافيو «الرتويت».. ولقمة «الكذب» سهلة

مشاركة الخبر      

منذ عبق التاريخ ولمهنة الصحافة قيمتها وعراقتها ومكانتها العالية، ومن أنزلها تلك المنزلة هم المنتمون لها، وكان سلاحهم الوحيد، الذي يدخلون به الحروب ويكسبون معاركها، “الصدق”، فلو سقطت تلك الصفة، لزج بهم حفاة عراة في ساحات الوغى، وخسروا قبل أن تدق الطبول، فـ “الكذب” عدو الصحافيين اللدود، والمحطة التي ينزل فيها كل صحافي أو منتمي إلى الإعلام، لتجعله يبحث عن مهنة تناسبه ليس لها علاقة بالمصداقية والأمانة.
ولأن النفس أمارة بالسوء حتى في الصحافة، فإن “مقص الرقيب” لدى القياديين في وسائل الإعلام مرتفع للحد من حماقة بعض الصحافيين، التي قد تصنف بأنها حماس ودهاء، لكنها في الواقع خداع وغباء، ما يوقع وسائلهم في دائرة المحاسبة القانونية، لذا يطلب التثبت من الصحافيين والاستناد إلى دلائل حقيقية ومصادر موثوقة قبل النطق بحرف أو كتابة كلمة.
بعض الصحافيين والنقاد في الحقل الرياضي استبدلوا مفاهيم الصحافة بعد أن أضحى “الكذب” سلاحهم، و”الصدق” في نظرتهم “ما يوكل عيش”، فعبثوا في مهنة “صاحبة الجلالة”، وهزّوا عرشها وأسقطوها في وحل “التأجيج” والخديعة.
والبعض منهم اتجهوا إلى وسائل التواصل مستغلين حساباتهم الشخصية للإعلان عن الأخبار والصفقات بكل ارتياح فليس هناك “مقص رقيب” وطبعًا الأهم بالنسبة لهم هو “مقص الحلاق”، الذي يجعلهم نجومًا لامعين في أعين الساذجين من المتابعين، فيعلنون ويصرحون حاملين صفة صحافيّ أو إعلامي وهمّهم “الرتويت”، و”اللايك”، وعدد المشاهدات، والمصداقية ليست في قائمة حساباته..
في قضية تفاوض الهلال مع ميسي تصدر البعض من الصحافيين والنقاد الرياضيين المشهد ليؤكدوا أن الأسطورة وقع العقد وتبقى الإعلان فقط، وهناك من قال اشتروا “البشوت”، وآخر يهز برأسه بأن الأمر قد حسم، وعلى هذا المنوال سار خلفهم الملايين من عشاق النجم الكبير والهلال، ولم تكن لديهم أي مصادر، وأنت تتابعهم تشعر بأنهم تخطوا وكالات الأنباء العالمية، لكن لمثلهم يقال “ما عندك أحد”.
هؤلاء يبحثون عن أسهل الطرق إلى لقمة العيش، وهي “الكذب”، التي تأتي من الإعلانات واستضافتهم عبر المنابر والمنتديات، كونهم يملكون أرقام تفاعل عالية في حساباتهم، تأتي نتاج ما كسبته “حماقاتهم” وخداعهم، وليس مهنيتهم وصدقهم، و”الصدق منجاة” عبارة يكتبها ويرددها هؤلاء، لكن لا يعملون بها والضرب فيهم حرام فلا فائدة معهم، ولكن الأمل يبقى في المتابعين ليستفيدوا من درس ميسي، الذي كانت حسنته الوحيدة أنه كشف لهم هؤلاء المخادعين ليسقطوهم من حساباتهم مستقبلًا.