إعلان «الخطوط» و«شخبطة» التسويق
لا أعتقد أن هناك من يختلف مع الحضور الطاغي للنجم الكبير بيومي فؤاد في السنوات الأخيرة في السينما والتلفزيون والمسرح، فلقد سجل قفزات عوّض بها دخوله المتأخر في عالم التمثيل، وحقق أولويات عدة منها الوقوف الأول على خشبة مسرح محمد العلي في بوليفارد الرياض، ويبدو أن الغالبية اتفقت عليه قبل أن يصدمهم بإعلان لأحد المطاعم في السعودية، وصف بأنه مغلف بالوقاحة وقلة الأدب، ووجد هجومًا كبيرًا من محبيّه قبل كارهيه، وكان في مقدمتها تغريدة معالي المستشار تركي آل الشيخ تعليقًا على الإعلان وكتب حينها: “إعلان تافه ومعيب وثقيل دم ومسيء”.
بيومي لم يكن في حاجة إلى هذا الإعلان المسيء إلى سيرته، ويلطخ موهبته، ويكسبه عشرات الألوف من الريالات مقابل خسارة الملايين من المتابعين، أما المطعم الذي رضخ إلى مدعيّ المعرفة في عالم التسويق وأجزم بأنهم دخلاء على هذا البلد فلقد حذف الإعلان ولم يعد له وجود وحتى لو وزع الشاورما على الرصيف لن يقبل عليه أحد.
الإساءة في التسويق من باب التشويق ليست مدرجة في الأفكار “خارج الصندوق”، وما دعا إلى استحضار إعلاني بيومي “المخجل” هو ما قامت به الخطوط في ترويجها لقائمة الطعام على طائرتها مستعينة بشاب سعودي جُعل وكأنه يجهل استخدام الشاشة الذكية وينقذه أحد مشاهير السوشال الأجانب ليدله على كيفية الطلب كما يبدو في الإعلان.
أجزم بأن طفلًا سعوديًا في الرابعة من عمره يعرف كيف يطلب الطعام من الأجهزة الذكية، فكيف بشاب بالغ وعاقل؟، ما فعلته الخطوط في الإعلان قبل حذفه هو تسطيح لمعرفتنا في زمن سيطر فيه السعوديون بعد تمكينهم في كافة المجالات حتى بلغنا الفضاء.
لن أطيل في “سقطة الخطوط” الإعلانية فيكفيها ردة الفعل الواسعة من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي ودفاعهم عن أبناء هذا الوطن وقدراتهم، والأمر المحيّر.. هل يعقل أن أصحاب القرار في تلك الجهات سواء المطعم أو الخطوط ليس لديهم حسًا رقابيا يمنع “خراب مالطة”؟.
أستغرب استعانة بعض الجهات بشركات إنتاج وتسويق يدير الكثير منها أجانب، ومهما بلغ بهم التقدم لن يكونوا كمعرفة ابن البلد.
ربط التسويق بجنسية عربية محددة وأنهم الأفضل هذا مفهوم قبلناه على مضض في زمن مضى، لكن الآن الشاب السعودي ناجح ومتميز في التسويق كأي مجال آخر وبرهن على ذلك.
في اعتقادي أن التسويق والإعلام مساران لا بد من تشديد الرقابة على سعودتهما ورفع النسبة، ووصف “كرييتف” يلاصق الكثير من أبنائنا وليس قصرًا على الأجانب.