يا حبيبي
يا كارير!
- شكاوى ارتفاع درجات الحرارة تتكرر كل عام، وكأن الحر هذه المرة فقط جاء ملتهبًا. نحن نعرف صيفنا جيدًا. حار ولاهب. وهو كذلك منذ من زمن طويل لا أعرف مدته، ربما مئات أو آلاف السنين، لكن بعض الذين يشتكون من الصيف وكأنهم متفاجئون من شدة الحرارة ربما أنساهم الشتاء ذكريات الصيف الماضي.
الجديد فعلًا هو ما يحدث في أوروبا من ارتفاع في درجات الحرارة. جاء صوت أحد الأصدقاء من إسبانيا عبر الهاتف غاضبًا: يعني أسافر من حر وأوصل لحر!؟ بالمناسبة يعتبر صيف الخليج (هذا الصيف) أفضل من صيف إسبانيا وإيطاليا الحار، لأنهم بلا تكييف ونحن بتكييف. شيء آخر غير الشكاوى من الحر يتكرر كل صيف هو اسم طيب السمعة ويليس هافيلاند كارير مكتشف المكيفات، أتذكره في كل مرة أركب فيها سيارتي بعد قطع أمتار لاهبة، أضغط زر التبريد على آخره، وعندما تجتاحني البرودة أتذكره قائلًا: يا حبيبي يا كارير.
- أحد أقربائي يدعي بأنه خبير في علم النفس، وجاءت خبرته - حسب تعبيره - بالممارسة. يقول بأن آراء الناس ونظرتهم تتأثر بالطقس تأثرًا مباشرًا، وضرب مثالًا على نظريته قائلًا: لنفترض أنك تريد أن تستلف مبلغًا من صديقك العزيز، لو طلبت منه المبلغ تحت درجة حرارة 46 فإن الرد غالبًا سيكون الرفض! لكنك إذا طلبت منه نفس المبلغ والنسيم عليل.. وصوت محمد عبده يصدح من بعيد، فإنك غالبًا ستحصل على سلفتك مع مجموعة من الكلمات العاطفية مثل: تامر أمر.. أبشر.. ما طلبت شيء! أكمل قريبي حديثه ذاكرًا هذه الحالة: تعرف أبو فهد.. طلب منه أبو عبد الله سلفة لكنه رفض مع أن المبلغ كان صغيرًا، كان خطأ أبو عبد الله في التوقيت.. كم كانت تبلغ درجة الحرارة عندما طلب منه المبلغ.. كانت لاهوب..، ذهبت لأبو فهد وأخذته في جولة في السيارة وبرودة المكيّف على آخرها، كان المزاج عاليًا، ثم طلبت منه السلفة لأبي عبد الله فوافق مباشرة مبديًا ندمه على رفض سلفة أبي عبد الله الأولى! ثم راح قريبي يضرب الأمثلة مدعيًا أن للطقس تأثيره الحاسم بلا منازع، ثم ذكر تجربته في الزواج، وكيف أن والد زوجته رفضه في المرة الأولى: لقد فاتحته بالرغبة بالزواج من ابنته وكانت درجة الحرارة في (ديوانيتهم) مرتفعة، حتى أن قطرات عرق صغيرة كانت تتشكل على جبينه لتشكل قطرة كبيرة يفشل في مسحها قبل أن تسقط، ما الذي حدث؟ لقد نظر لي نظرة غاضبة.. ثم هز رأسه مع ابتسامة ساخرة.. ثم أرفق ذلك بكلمة: مو موافق! يضيف قريبي الخبير في علم النفس: عدت إليه بعد أن وصلتني أخبار إصلاح (المكيّف)، وأن درجة البرودة في الديوانية أصبحت مثالية، وفعلًا كانت باردة، وما أن دخلت الديوانية حتى استقبلني بابتسامة كبيرة، ولم يمهلني لأتحدث حتى قال: شفيك زعلت هذيك المرة.. لازم تعرف إن أبوك مثل أخوي.. وأنت مثل ولدي.. وأنا موافق!. أضاف قريبي بعد هز رأسه متأسفًا: ليتهم ما صلحوا مكيفهم!