العالم
الذي نعيش
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، ومع محاولاتي اختيار ما يبعث على السعادة إلا أنني لاحظت أن أخبار المشاكل والجرائم هي التي تجذب القراء وهي الأكثر قراءة في المواقع الاخبارية، ليس لدي تفسير لماذا ينجذب القراء لمعرفة آخر أخبار المشاكل بين الفنان الفلاني وطليقته، أو عودة المغنية الفلانية لطليقها، أو المشكلة الواقعة بين فانيشستا وأخرى، لماذا يهتمون بمشاكل لا تخصهم؟ لا أدري.. ربما لأن بعض القراء يحبون قراءة ما يشكل حكاية أو قصة، والقصص بطبيعتها تجذب القراء، لكن السيئ والمضر إذا كانت هذه القصص بلا طعم ولا فائدة.
لن أستطيع تجاوز آخر ما يصلنا عن الذكاء الاصطناعي، لأنه في كل مرة يفاجئنا بقدرات لم نكن نتوقع أنه سيصل لها يومًا، خصوصًا عندما يحل بديلًا عن الإنسان في مهن عرفت زمنًا طويلًا بأنها تعتمد على المهارة الإنسانية فقط وتستحيل على غير الإنسان. الجديد في الذكاء الاصطناعي أنه دخل عالم تصميم للعطور، وآخر ما قرأته أن عطورًا صممها الذكاء الاصطناعي أصبحت في الأسواق!. صناعة العطور تحديدًا مهنة حسيّة، ويحتاج العطار إلى دراية كبيرة وتجارب كثيرة لكي يتوصل إلى رائحة تناسب الأكثرية، وبما أن الذكاء الاصطناعي اختصر كل ذلك واستطاع أن يصنع عطوره بهذه السرعة فإننا على مواعيد مع تهديدات جديدة لمهن أخرى! ألا يوجد من يوقف الذكاء الاصطناعي ويضع له حدًا؟ لا أظن.. طالما أن وجوده مربح لصانعيه.
في الأكل اللذيذ متعة، حتى الذين اعتادوا تناول وجبات صغيرة يبحثون عما هو لذيذ، لذا يُعتبر الطبّاخ الماهر شخصًا مهمًا في حياة الناس، وأتذكر حكاية رجل كان يعمل عنده طباخ ماهر، وبعد مضي سنوات قرر الطباخ العودة إلى بلده، حاول الرجل إقناع الطباخ أن يعدل عن رأيه، لكنه تمسك بقراره قائلًا بأنه لا يستطيع أن يبقى بعيدًا عن عائلة أكثر، ولم يعدل عن رأيه إلا بعد أن قرر الرجل إحضار أسرة الطباخ بمن فيهم الجدات، وتحمل كافة مصاريف إقامتهم. علل الرجل تصرفه بأن القدرة على تناول الطعام اللذيذ دائمًا هي مكافأة كبرى على الجهد الذي يبذله في حياته. آخر الدراسات عن عالم الطعام ليست عن اللحوم أو الخضار، بل في طريقة تناولهم، وتقول الدراسة، الصادرة من جامعة هيروشيما، إن الأشخاص الذين يتناولون الطعام بسرعة هم أكثر عرضة بنسبة 89 بالمئة لارتفاع ضغط الدم، وأنهم يعانون أو سيعانون من الوزن الزائد. لن أعلق على الدراسة طبيًا لعدم الاختصاص، لكنني أعلق على طريقة تناول الطعام السريعة وأقول بأنها تحرم الذي يأكل من التلذذ بالطعم، على ألا يتحول الذي يأكل إلى كائن بطيء ويستغرق وقتًا طويلًا في تناول طعامه مثلما يفعل أحد الأصدقاء، فهو يستغرق ما لا يقل عن 45 دقيقة لتناول وجبة صغيرة. وأتذكر أني في إحدى المرات عاتبته على بطئه الشديد فأجابني بهدوء: ليش مستعجل.. حضرتك رجل أعمال ومتأخر على اجتماع؟ طيّار وعندك رحلة؟ جرّاح وعندك عملية؟ آخرك تبي تطلع من المطعم تروح استراحة!