كلام
ويك إند
- يروي أحد الأصدقاء حكايته، يقول: “تزوَّجت، وأقمت مع أسرتي، ورُزقت في خمس سنوات ثلاثةَ أطفال.
كانت زوجتي تشارك في مهام البيت بشكل دقيق، وتهتمُّ بالأبناء. تصحو مبكرًا، ولا تنام إلا بعد أن تنجز كل مهامها تجاه المنزل، الذي يبدو دائمًا متألقًا بنظافته وأناقته ورائحته المنعشة. هذا إضافةً إلى اهتمامها بأبنائنا، الذين كانت تراجع معهم دروسهم يوميًّا. عندما تجاوز أبناؤنا سن العاشرة، أصرَّت أمي بداية هذا الصيف على أن آخذ زوجتي، ونسافر وحدنا دون أن نصطحبهم معنا كما اعتدنا. لم تمانع زوجتي، ولم تشعر بالقلق مثلما شعرت أنا، فهذه المرَّة التي سنكون فيها بعيدَين عن أبنائنا، وإن كانوا مع والدتي. سافرنا، وفي هذا السفر الذي كنت فيه مع زوجتي للمرة الأولى، اكتشفتُ زوجتي وكأنني أتعرَّف عليها من جديد. خفة ظلٍّ، ودلع، وذوق رفيع، وجمال، وصداقة، تفضِّلني فيها على نفسها، واهتمامٌ بكل تفاصيلي حتى شعرت بأني المدلَّل الأكثر في الوجود. استمعت إلى عديد من حكاياتها. روت لي حكايات شعبية، سمعتها في طفولتها بأسلوب شيِّق. قالت لي ماذا كانت تحلم بتحقيقه. تذكَّرنا المسلسلات الكرتونية، وغنَّينا مقدماتها معًا، وضحكنا طوال السفر كثيرًا، وابتلت عيوننا بالدموع مرات عدة. كانت أيام الرحلة بكل تفاصيلها الممتعة تمرُّ سريعًا. طوال رحلة العودة على متن الطائرة، كنت أفكر في كمية التضحيات التي قدَّمتها زوجتي للدرجة التي أخفت نفسها عنَّا، كل هذا من أجل أن يكون الجميع سعداء، وماذا عنها؟ ماذا عني أنا الذي اعتقدت أنها ليست كما شاهدتها وعرفتها في سفرنا الأخير، كيف أكون زوجها ولا أعرفها على حقيقتها؟”.
- هذه المرة الأولى التي أتابع فيها مباريات ونتائج الدوري السعودي أوَّلًا بأول، وأُسعد إذا ما حلَّ اليوم الذي تقام فيه جولةٌ جديدةٌ. الأجواء مثيرةٌ، ولا نتائج محسومة قبل إطلاق الحكم صافرة النهاية. المحترفون الجدد يلعبون بكل طاقاتهم، والجماهير ترسم لوحات فنية رائعة. أمرٌ واحدٌ، لم أجد له تفسيرًا لغاية الآن، وهو إقامة المباريات في توقيت واحد! بالأمس وجدت نفسي أتنقل بين شاشتين، في الوقت الذي كانت هناك مباراةٌ ثالثةٌ لم أملك لها شاشةً ثالثةً. لا أعرف السبب، ولا أدري إن كان مؤقتًا حتى دخول موسم الشتاء، لكن عدم تمكُّننا من مشاهدة كل مباراة على حدة فيه خسارةٌ لمحبي المباريات.
- أكثر خساراتنا، لأننا نستعجل. ألم يقولوا: في العجلة الندامة. هذا المثل يعرفه تمامًا الذين استعجلوا، فندموا، والذين يصبرون حتى يقطفوا الثمار ناضجةً. تغريدةٌ لحسن الألمعي مقتبسةٌ من الرواية الرائعة “عداء الطائرة الورقية” لخالد الحسيني: “عندما كنت صغيرًا جدًّا، تسلَّقت تلك الشجرة، وأكلت تلك التفاحات الخضراء الحامضة. انتفخت معدتي، وأصبحت قاسيةً كالطبل، آلمتني كثيرًا. قالت أمي إني لو انتظرت إلى أن ينضج التفاح لما مرضت. هكذا الحال الآن، كلما رغبت شيئًا بشدة، أحاول جاهدًا تذكُّر ما قالته أمي عن تلك التفاحات”.