العالم
الذي نعيش
في العالم هناك من يحترف جلب الأضواء ناحيته بطرق مبتكرة، لأن الأضواء أو الشهرة لها قيمتها إذا ما كانت شهرة جيدة. في إسبانيا اشترى مطعم شهير الجبنة الفائزة بمهرجان الجبن الإسباني، دفع المطعم 30 ألف يورو مقابل 2.2 كيلو، لتكون أغلى جبنة في العالم. والظاهر أن الإسبان تعمقوا في فن صناعة الجبن لأن الحال وصل بهم أن يمزجوا حليب البقر مع حليب الماعز، وهناك أجبان مزج فيها حليب البقر والماعز والأغنام.
مذاق الجبنة التي بيعت بـ 30 ألف يورو يوصف باللذيذ وذي نكهة خاصة، صنعت يدويًّا ونضجت في كهف طبيعي على ارتفاع 1500 فوق سطح البحر مدة عشرة أشهر. في هذه الحالات التي نسمع فيها عن شراء مطعم إسباني لجبنة بمبلغ خيالي، أو مطعم ياباني لسمكة تونة بمئات الآلاف من الدولارات لا يكون المكسب في صفقة الشراء إنما في انتشار اسم المطعم، فالمطعم الإسباني لن يحقق مربحًا فعليًّا من الجبنة التي اشتراها، لكنه حقق مربحًا بانتشار اسم مطعمه الذي تداولته الصحف الإسبانية والعالمية. أعجبني في الأمر مدى الحرفية في صناعة الجبنة وتفاصيل صناعتها، يبدو أنه عالم من المهارة والخبرة والصبر، هذه الصفات التي إذا ما تواجدت في المنتج كان ناجحًا ومصدر قوة لأصحابه. لا أدري لماذا أصبح عندي فضول لتذوق الجبنة التي بلغت 30 ألف يورو. لن أسعى لتذوقها أو حتى تذوق ما يشبهها، فالخيال عن الشيء أحيانًا أجمل منه على الواقع.
ـ آخر الدراسات عن الذكاء ذكرت عدة علامات إذا ما تواجدت في الشخص فهي دليل على ذكائه، وهدف الدراسة ليس في وصف الأذكياء ولكن في تنبيه من لا يعتقدون بأنهم أذكياء في الوقت الذي يعتبرون فيه أذكياء حسب الدراسة التي اشترطت العلامات. لن أذكر جميع العلامات وسأكتفي ببعضها. العلامة الأولى إدراكك أن هناك الكثير مما لا تعرفه، إن كنت كذلك فهذه علامة ذكاء، لأن الأشخاص ذوي الفهم المحدود لموضوع معقد يميلون إلى المبالغة في تقدير فهمهم. وأعتقد أن المبالغة هذه هي المتسبب من لوعة الأذكياء وشقائهم عندما يصطدمون بمن يبالغون في تقدير فهمهم. العلامة الثانية هي حس الدعابة، لأن الأشخاص المرحين حسب دراسة ثانية سجَّلوا درجات أعلى في الذكاء اللفظي والذكاء العام. عمومًا لا أرى في الذكاء الشديد فائدة كبرى دائمًا، فبعض الذكاء يولد الشقاء.