ويك
إند
لا أعرف تفسيرًا للثقل الذي ينتابني قبل السفر، لا أريد السفر، أصبحت أتمسك بالمكان، وأتغافل عن حجز التذكرة عدة أيام.. لكني وفي لحظة معينة أجد نفسي متجهًا نحو المطار بدافع الاضطرار للعمل، لذا جميع التذاكر التي اشتريتها منذ سنة إلى اليوم هي الأغلى سعرًا، لأن شراء التذكرة قبل أقل من 24 ساعة من موعد الرحلة يرفع ثمنها كثيرًا، والعجيب أني أنسى حالة عدم الرغبة بالسفر هذه مع صعود الطائرة، وبمجرد إقلاعها تتولد عندي طاقة ومشاعر يملؤها الحماس.
لا أعرف السبب تمامًا، لكن البعد عن المنزل والعائلة لا تعوضه أجمل المدن وأفخم الفنادق والمطاعم، الوقت مع العائلة هو الوقت الحقيقي الذي لا يعادله أي وقت.
ـ يصادف اليوم مرور 100 عام على رحيل سيد درويش، ومع أن لدرويش مكانة عند المصريين والعرب إلا أنه لم يأخذ مكانته التي يستحقها فعليًّا، ولا أبالغ إن قلت إن كل ما يغنيه المصريون اليوم لسيد درويش يد فيه، فهو من رسم الشكل الموسيقي الأساس الذي تقوم عليه الأغنية المصرية، بالإضافة لكونه الفنان الذي أخذ الأغنية إلى مسار اجتماعي غير مسبوق.
سيد درويش لم يأخذ التقدير الكافي مقارنة بمحمد عبد الوهاب، مع أن عبد الوهاب تلميذ وإن كان نابغة في المنهج الذي أسسه درويش. قد يكون سبب الاهتمام بعبد الوهاب أكثر من درويش أن عبد الوهاب عاش في زمن أقرب، وكانت فيه تقنية تسجيل الأغاني متطورة، بينما ولد درويش عام 1892 وعاش حياة قصيرة (31 عامًا)، وفي زمن لا يشبه زمن عبد الوهاب.
قبل أيام مرَّ أمام عيني عنوان لأحد المهتمين بالشأن الموسيقي يقول فيه إن الفنان حمزة نمرة يسير على خطى درويش، وتكفي لحظة تفكير واحدة للموافقة على هذا الرأي اللمّاح، وحمزة لا يملك الصوت الأجمل، لكنه يملك التفكير الأذكى والرؤية الأشمل.
ـ في السوشال ميديا هناك (خفيفين دم) بشكل مدهش، أحدهم كتب هذا المقطع لصديقه الذي يشعر بالقلق على مستقبله: ولا عندك فلوس ولا عندك عقارات ولا عندك بزنس ولا منصب كبير.. أجل ليه خايف.. يا عمي أنت المفروض المستقبل يخاف منك!