القوى الناعمة
ضربة الترفيه القاضية
إذا كان المال عصب الحياة.. فإن عصب المدن هو ترفيهها، ونحن نقف على بعد خمسين يومًا من موعد تدشين موسم الرياض في نسخته الرابعة، نستذكر ما قدمته الهيئة العامة للترفيه من جهد جبار وباختصار جعل الرياض في المصاف الأولى لعواصم العالم سياحيًّا وهو ما كشفته الأرقام، سواء في عدد الزوار أو العائد المالي على موازنة الدولة الذي شكل رقمًا مهمًا في الإيرادات غير النفطية محققا مستهدفات رؤية 2030، بجذب 100 مليون سائح.
يتحدث المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة، بعد إعلانه تدشين موسم الرياض بنزال تاريخي تحت مسمى “معركة الرجلين الأشرس على الكوكب”، ويضم البطلين العالميين تايسون فيوري، وفرانسيس إنجانو، ويقول: “نتوقع أن يحظى موسم الرياض بزوار يصل عددهم نحو 10 إلى 12 مليونًا، ومليون سائح من خارج السعودية”، مبينًا أن افتتاحية الموسم ستكون تاريخية ولا مثيل لها من قبل، واختتم تصريحه بكلمتين: “سنفاجئ العالم”.
وبعدها ظهر المستشار بين الملاكمين العالميين في صورة تذكارية يشير بقبضتيه على طريقة الملاكمين وهي الرياضة المحببة له، وكأنه يستعد لتوجيه ضربة قاضية في حلبة التحديات التي يخوضها مع فريقه لإبهار العالم من جديد، لكن تلك الضربات لا توجع لكن تأثيرها يمتد أبعد من قوة “لكمة” أعتى الملاكمين، فالقوى الناعمة سر توفق بلادنا في الأعوام الأخيرة وما جعلها تتصدر في مجالات عدة حتى ضبط العالم عقارب ساعتهم على توقيت السعودية، وقطاع الترفيه أحد أهم أركان تلك القوى.
نثق في قدرات العاملين في هيئة الترفيه على الخروج بموسم تاريخي واستثنائي، وأدرك أنهم يدخلون في تحدٍ مع أنفسهم قبل أي شيء وهنا يكمن الشغف الأكبر، وأيضًا ما جعل عداد الحضور يسير بشكل أسرع في كل عام والمحصلة تصب في صالح الوطن الغالي..
نحمد الله سبحانه وتعالى على القيادة الحكيمة والدعم الكبير الذي تقدمه في كافة القطاعات، والذي أسهم في نهوض بلادنا، وجعل أبناءنا بعد تمكينهم ينتصرون في معارك “القوى الناعمة”، وأصبحت السعودية أيقونة نجاح يضرب بها المثل، ويضرب لها ألف تحية على ما قدمت وتقدم وستقدم في إبهار العالم.