العالم
الذي نعيش
ـ مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، ومع أنه عالم واحد إلا أن حقيقته مجموعة عوالم، فلا يمكن أن يتساوى المكان الذي يولد فيه إنسان فيجد الأمن والتعليم والصحة والوظيفة مع المكان الذي يولد فيه آخر ليرث الحروب والفقر والوقوف في طوابير السفارات، بحثًا عن تأشيرة خروج غالبًا تكون بلا عودة.
تؤلمني نظرات الخوف لراكبي القوارب في المحيطات بحثًا عن فرصة عدل، وأشعر بالحسرة عندما لا تصل تلك القوارب لمقصدها، وأهرب من تخيل وجوه الراكبين، بينما تغرق القوارب بأحلامهم. يمثل المكان (العالم) الذي تولد فيه مصيرًا شبه محتوم لما أنت مقبل عليه، ولا أشك لحظة أن أديسون كان سيفكر في صناعة المصباح الكهربائي لو أنه عاش في مكان فيه الشموع مصدر إضاءته، ولن يتمكن هنري فورد من إهداء الصناعات طريقة خطوط الإنتاج لو أنه ولد وعاش في زمان ومكان بعيد.
ـ مهما بلغت الموهبة الفطرية للاعب الكرة إلا أن نجاح الفرق يمر عبر الاستعانة بالعلم، يستخدم المدربون حسابات رياضية خالصة، زمن التدريب والمسافات التي يقطعها كل لاعب، المكان الذي تصوب فيه قدمك على الكرة ومدى قوة الضربة يحددان مكان اتجاهها ودورانها، طريقة (تسكين) الكرة الصحيحة يعتمد على تحديد سرعتها وموضع استقبالها على القدم التي تسكنها، ومع كل هذا هناك في العالم الذي نعيش من يعتقد بأن السحر قادر على هدم كل ذلك من خلال (ربط) قدم اللاعب! هذا ما حاول أن يفعله سحرة البيرو قبل لقاء منتخبهم مع البرازيل عندما أحضروا دمية وافترضوا أنها نيمار وقاموا بربط قدمه، البرازيل فازت بهدف صنعه نيمار من ضربة ركنية! تُرى لو ولد السحرة في مكان آخر هل سيكون مصيرهم مختلفًا؟ أن يكونوا أطباء على سبيل المثال؟ لا أظن.. أعتقد أنهم سيكونون (نصابين) فمن يقبل أن يكون ساحرًا يقبل أن يكون نصابًا.
ـ آخر الدراسات للراغبين في إنقاص أوزانهم توصي بعدم بذل جهد عنيف بعد تناول الطعام، وتحذر كذلك من الاستلقاء بعد تناول الوجبة. أتفهم عدم بذل الجهد العنيف ولكن الاستلقاء بعد الدسم لا يقل متعة من الوجبة نفسها، إنها دليل قاطع على لذتها وتميزها. بالنسبة لي دمرت ثلاث (كنبات) بسبب الاستلقاء على الكنبة بعد الغداء، ربما لا يعرف أصحاب الدراسة ما تسببه الكبسة من خدر لذيذ.. يصاحبه في بعض الأحيان حول في العين!