2023-09-14 | 00:10 منوعات

اليوم.. انطلاق أعمال قمة العلا العالمية
5 جلسات تربط الماضي بالحاضر

صورة التقطت أمس لجبل في مدائن صالح بمنطقة العلا التي تحتضن القمة العالمية للآثار (المركز الإعلامي ـ الهيئة الملكية لمحافظة العلا)
العلا ـ الرياضية
مشاركة الخبر      

تنطلق أولى جلسات أعمال “قمة العلا العالمية للآثار”، التي تنظمها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، اليوم، وتستمر على مدى ثلاثة أيام، بحضور أكثر من 300 مشارك من المسؤولين الحكوميين، ورؤساء المنظمات والجمعيات المعنية بالآثار والتراث الثقافي، وكذلك عشرات العلماء والمختصين بالمجال في السعودية ومختلف دول العالم، وذلك تحقيقًا لمستهدفات رؤية العلا المتماشية مع رؤية السعودية 2030.
وتبدأ أولى الجلسات الخمسة في اليوم الأول عند الـ 09:45 صباحًا بعنوان “كيف شكّل علم الآثار والثقافة هويتنا”، ويديرها نيك روبرتسون، المحرر في الشؤون الدبلوماسية في “سي إن إن”، وبمشاركة الدكتور سليمان الذيب، مستشار الآثار في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، إضافة إلى مشاركة البروفسور إيمانويل بابي، مدير المدرسة الأثرية في أثينا، والدكتور خالد المليتي، الباحث والمؤرخ، والدكتور ألسياندرو سبياستيالي، الأستاذ في جامعة بوفالو الأمريكية.
وتأتي الجلسة الثانية بعنوان “عالم مرتبط بين الماضي والحاضر” بإدارة المذيعة تومي ماكاجو، وتأتي جلسة “بناء الهوية في عصر الحداثة والاكتشاف الأثري” ثالث الجلسات في الـ 11:15 صباحًا، بمشاركة الدكتور دانتي أنجليو، الأستاذ المساعد في جامعة تارابكا الإنجليزية، وأشيش أفيكونثاك، الأستاذ الجامعي في الإعلام السينمائي.
وفي الجلسة الرابعة يتناقش الخبراء الـ7 في المجال التراثي حول “كيف يمكن لعلم الآثار أن يدعم الابتكار وتبادل المعرفة مع التخصصات الأخرى”.
وتختم جلسات اليوم الأول في “تحديات حفظ وتوثيق القطع الأثرية في ظل محدودية الموارد “ بادارة المحررة في مجلة ثقافة المحور آيدي لوشن.

اكتشافات علماء الآثار في كتاب
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، أمس، صدور ملحق ضمن كتاب “الكشف عن المشاهد الثقافية في شمال غرب شبه الجزيرة العربية”، الذي يعدّ إحدى دراسات “وقائع ندوة الدراسات العربية”، ضمن المجلد 51، الذي شاركت في تحريره الدكتورة ريبيكا فوت، مديرة البحوث الأثرية والتراث الثقافي في الهيئة الملكية مع فريق من الخبراء المتخصصين.
ويتضمن الإصدار أحدث اكتشافات علماء الآثار والباحثين الدوليين، التي ساهمت في تسليط الضوء على المشهد الثقافي والتراثي الغني في العلا خاصة، وشمال غرب شبه الجزيرة العربية على نطاق أوسع وفق سياق الدراسات، حيث تؤكد الاكتشافات التي يتضمنها الكتاب على مسار معرفي لآلية المعيشة وطريقتها مع التنوع الغني لمختلف الحضارات بدءًا من العصر الحجري القديم وحتى العصر الإسلامي. وتضم الاكتشافات الثقافية نقوشًا بارزة في عدد من المدن السعودية الحالية، كذلك أعمال التنقيب في العلا والطقوس التي تجسد الانسجام مع البيئة الثقافية مثل منطقة الهياكل الحجرية “المستطيلات”، ويتناول الكتاب أيضًا مجموعة متنوعة من الأدلة عن العملات والفخار من الفترة ما قبل النبطية، والتي تم العثور عليها في مدينة الحجر التاريخية.

لجنة التراث تجتمع في الرياض
تتزامن أعمال “قمة العلا العالمية للآثار” في دورتها الأولى، التي تجمع أبرز روّاد علم الآثار والتراث الثقافي، وذلك خلال الفترة بين 13 و15 سبتمبر الجاري، مع استضافة السعودية، للمرة الأولى، الدورة الـ 45 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة “اليونسكو” من 10 إلى 25 سبتمبر الجاري في مدينة الرياض.
وتهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى تعزيز مختلف عوامل الجذب التاريخي والجغرافي والتراثي، وتنظيم المؤتمرات ذات الصلة التي تؤكد حضور العلا ضمن خريطة أهم المواقع التاريخية في العالم، وكذلك تفعيل الشراكات مع المنظمات الدولية، حيث تعدّ من أهم الأماكن الأثرية في العالم التي تحكي معالمها تاريخ حضارات إنسانية، وتمتاز بجمال طبيعي وتراث إنساني نوعي، يجعلها مستهدفًا رئيسًا في أكبر متحف حي في العالم، ولتوفر وجهة فريدة وتجربة سياحية عالمية مميزة.

«المستطيلات».. ممارسات معقدة وطقوس مجهولة
أوضحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا أن عمليات التنقيب الأخيرة في مواقع الهياكل الحجرية المعروفة باسم “المستطيلات” كشفت عن ممارسات معقدة ومتطورة لطقوس مجهولة، كان يمارسها سكان العصر الحجري الحديث الذين كانوا يستوطنون شمال غرب الجزيرة العربية في أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد.
وتفتح النتائج آفاقًا جديدة لفهم أوسع للطقوس الاجتماعية والثقافية والدينية للحضارات القديمة، التي رجح الباحثون أنه من المحتمل أن تكون هذه المنطقة مقرًا لتنظيم الطقوس المختلفة، حيث كان يتوجه الأفراد معًا إلى “المستطيلات”، التي كانت تمثل واحدة من أقدم الطقوس الدينية المعروفة آنذاك. وكشفت الدراسات عن أنّ المنطقة احتوت على العديد من القرابين الحيوانية من الأنواع الداجنة، مما يؤكد الطبيعة البدوية الرعوية للمجتمع، والذي بنى أفراده “المستطيلات” بوصفها شكل من أشكال الترابط الاجتماعي، فضلاً عن وضع علامة تحدد أرضهم.