لهذا الهلال لا يشبهه نصر ولا اتحاد..
قبل أن يُلحق الهلال بمنافسه الرياض الخسارة الأكبر إلى الآن في دوري روشن ويتخم شباكه بستة أهداف، خرجت أنباء تشير إلى أزمة داخل غرفة الملابس الزرقاء بسبب قطعة قماش حمراء صغيرة أو كما تسمى “شارة القيادة”، وأوضحت أن الإدارة ستمنح البرازيلي العالمي الشارة وسط اعتراض من سالم الدوسري، وأحدثت تلك الأخبار توترًا في منصات السوشال ميديا.
سرعان ما تبددت عندما شارك نيمار في الشوط الثاني والشارة لا تزال في الذراع اليسرى لسالم، وعند نزول سلمان وضعها على يمناه، وطبع نيمار قبلة على رأس الدوسري بعد تسجيله أحد الأهداف ألحقها بغمزة ساحرة وكأنها رسالة إلى أنه دخل الأجواء الهلالية وتحصن بأسوار النادي العالية..
شارة القيادة قد تكون شكلت اختلاف في وجهات النظر في بعض الأندية المحلية الأخرى بسبب قدوم لاعبين عالميين منحت لهم، ولكن تلك الأندية ومنها النصر والاتحاد والأهلي لا تشبه الهلال أبدًا في أمور عدة، وإلا لتفوقت عليه في قائمة البطولات، وأيضًا لم تتمكن من معرفة سرّ تفوقه عليهم رغم أنه متاح أمامهم..
الهلال اعتمد في السنوات الأخيرة على لاعبيه المحليين، وتحديدًا الدوليين منهم، وكانوا السر الحقيقي خلف الإنجازات الكبرى التي تحققت، فالأندية المحلية الأخرى تستقطب لاعبين أجانب مميزين، وهل هناك أفضل من رونالدو وبنزيما وبروزوفيتش ومحرز وهندرسون، لكنهم لا يستطيعون أن يستقطبوا لاعبين محليين بالجودة ذاتها في لاعبي الهلال، فالموزع الوحيد لهذا المنتج المحلي الفاخر هو نادي الهلال فقط، ومن المستحيل أن يتخلى عن أسلحته..
للأسف أن الأندية الكبيرة أغفلت تعزيز صفوفها بلاعبين محليين أكفاء لا تنزع منهم شارة القيادة بسهولة، وركزت على التعاقدات الأجنبية واستقطابات لبعض اللاعبين المحليين ممن نشاهدهم مرة واحدة فقط، ونتمنى بعدها ابتعادهم لكثرة “العك الكروي” الذي يقدمونه والتلوث البصري..
نيمار لا يستطيع أن يأخذ شارة القيادة من سالم الدوسري وهو من ينافس على جائزة أفضل لاعب في آسيا، وإنجازاته سمعت القاصي والداني، ولا من سلمان الفرج وهو أحد الركائز المهمة في تاريخ الكرة السعودية، أو ياسر الشهراني وغيرهم..
سرُّ تفوق الهلال مفضوح لكنه صعب تقليده وتطبيقه..