ماذا لو خضع الصحافيون
لاختبارات القدرات؟
ليس من المنطق أن يصبح “المضيف” “طيارًا” برتبة “كابتن” أو “مساعد”، كون اسمه مدرجًا ضمن قائمة الملاحين رغم أنه يتجول على متنها يوميًّا وحفظ كل تفاصيلها، ولا يعقل أن يصنف حارس المكتبة مثقفًا، لحفظه الكتب من السرقة ولم يحفظ محتواها..
ما يميز الأشخاص عن بعضهم بعضًا هي القدرات، والخضوع لاختباراتها، لا يعني النجاح أو الفشل لكنها تعكس المقدرة، وتبقى هبات إلاهية تمنح لمن يختص..
عندما دشنت في بلادنا اختبارات القدرات للطلبة والموظفين ظهرت لنا مخرجات أفضل، وجميل أن يعرف كل شخص قدراته ومكامن قوته وضعفه..
غالبًا ما نشهد انتقادات محيطة بالكثير من الصحافيين الرياضيين وطريقة طرح البعض منهم “المخجلة” والمستوى المتدني لتفكيرهم، ومع تطور المجتمع ووعيه واطلاعه وضعت الأجيال الجديدة هؤلاء الصحافيين “الأباطرة” في صورة “الأراجوز”..
هؤلاء كانوا نجومًا في زمن استثمروا فيه ثقل عجلة حركة التطور، ولكن بعد أن ضخ الزيت في محركاتها وانطلقت بسرعة تركتهم على قارعة الطريق كما هم..
كرة القدم السعودية، تدخل قائمة أفضل 10 دوريات، ومطاراتنا تستقبل أعتى النجوم، وعشبنا يطأ عليه رونالدو وبنزيما ومحرز ونيمار، ولدينا نجمان يدخلان سباق جوائز الأفضلية في العالم بروزوفيتش وياسين، وأكثر من 100 قناة عالمية تنقل دورينا، والمدرجات لمت المغربي على الشامي، وتلونت العيون دون عدسات لاصقة، ووسط كل هذا التطور الذي لم يتحقق إلا بفضل الله سبحانه، ومن ثم دعم القيادة الرشيدة، لا يزال بعض الصحافيين الرياضيين على قارعة الطريق “كما كنت”.
الكثير من الصحافيين والنقاد ممن يملؤون شاشات البرامج الرياضية، وتغص بهم وسائل التواصل، لم يستوعبوا التطور الكبير الذي ننعم به في رياضتنا، فليس كل من غرد أو تحدث يصنف خبيرًا حتى لو أمضى سنوات في المهنة إذا كانت قدراته محدودة..
أجزم بأنه لو خضع الكثير من الصحافيين الرياضيين لاختبارات القدرات فلن ينفذ من أسئلتها إلا القلة.
ومن هنا، أتمنى أن يخضع الصحافيون الرياضيون لاختبارات القدرات قبل أن يمنحوا لقب.. “صحافي” أو “ناقد”.