مشكلة الهلال..
فهد المفرج
البحث عن مسببات المشكلات تحتاج إلى عمق وتفصيل ودراسة استقصائية، وخبراء ليعرفوا مكامن الخلل التي فجَّرت المعاضل، وليصلوا بعدها إلى حلول جذرية، وهذه أمور لا تحدث بين ليلة وضحاها، بل الكثير منها يلزمها وقت طويل لتخرج نتائج محترمة، لكن في نادي الهلال الأمر أسهل من ذلك، فعندما تحدث أي مشكلة يكفي أن تقول “فهد المفرج”، وحينها تكون قد وصلت إلى السبب، ومع الأسف هذا مبدأ الكثير من الجماهير الهلالية وبعض الصحافيين القريبين من النادي الكبير.
الكثير من اللاعبين السعوديين لا يتقنون فنونًا أخرى عدا لعب كرة القدم، هي متنفسهم ولذا بعد الاعتزال ينخفض الأوكسجين، ويختفون عن الأنظار، لكن الأمر مختلف لدى مَن يمتلك العزيمة ويبرهن على أن لعب كرة القدم ما هو إلا موهبة ضمن مواهب كامنة يمتلكها اللاعب لكنه لم يكلف نفسه بالبحث عنها فلقد اعتاد على الجاهز.
المفرج من اللاعبين الذين استطاعوا أن يتعرفوا على موهبتهم الإدارية الفذة بعد أن هجروا الكرة، وتدرَّج في الإدارة كما كان لاعبًا حتى وصل إلى مدير تنفيذي لجهاز كرة القدم، ولم ينزل بـ “براشوت” كما هو حال بعض اللاعبين، وينال لقب مدير، ومن ثم يغادر سريعًا، فالمدير ليست ضمن متطلباته أن يكون لاعبًا ناجحًا.
لن أمجّد المفرج، فلا يحتاج إلى أسطري، لكن تكفيه الإنجازات العريضة التي نالها الهلال حتى بلغ وصافة العالم، وتعدّ الفترة الذهبية الحقيقية للنادي الأزرق، ويلعب له أعظم جيل ومديرهم هو المفرج، وإدارة فهد بن نافل كانت محظوظة بوجوده في مجلس إدارتها، وإدارته للعبة فكان العنصر الأساس للنجاح.
عندما يخفق الهلال فنيًّا فهو أمر طبيعي في كرة القدم، والحملة الكبرى التي شنت على المفرج أخيرًا والمطالبة بإقالته شككت بعضهم في قدرات المدير الناجح، لكنه ظهر بكل شجاعة وقال: “المدرب لديه أخطاء والجميع أيضًا، لكننا الفريق الوحيد الذي لم يخسر”.
المفرج لديه أخطاء لكنها لا تتساوى مع النجاحات التي يحققها، وأعرف ذلك عن قرب، وما يفعله لا يحرص على إظهاره لوسائل الإعلام، لكنه يخرج على صورة نجاحات ومنجزات.. فاجتهدوا في البحث عن الأسباب الحقيقية، ولا تتعلقوا بحبال مترهلة.