أسوأ اتحاد وأفضل نقاد!
ربطت الصحافة بالأمانة كون نقل المعلومة أو الرأي يلعب دورًا مهمًا في الحكم على القضايا أو المواضيع، وقد يمثل الصحافي أو الناقد دور القاضي في محكمة المجتمع، وعندما يصدر رأيًا أو معلومة الأصل فيها التصديق وليس التكذيب، لكن في الوسط الرياضي الأمر مختلف تمامًا فبعض المنتمين له تحولوا إلى محامين يدافعون عن قضايا “خاسرة” أو مصالح شخصية، متناسين بأنهم من يمسك بالمطرقة.
تعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب الإيطالي مانشيني في منتصف أغسطس الماضي، ليدرب المنتخب الأول، وهو لم يتم إلى الآن شهرين، ولعب الأخضر معه أربع مباريات تجريبية لم يحقق فيها أي انتصار، فرسمت علامات التعجب حول عمله رغم أن الواقع يقول بأنه خسر مباريات مدرجة تحت بند “التجربة” وليست رسمية، ويحق له أن يتعرف على اللاعبين من خلالها وليس المهم النتيجة لحين يصل إلى الطريقة المناسبة والتشكيلة المثلى التي يخوض بها الحروب بعدها إذا أصبح صيدًا سهلًا للمنافسين حينها يحاكم صحافيًّا.
بعد خسائر الأخضر “تجريبيًا” يخرج البعض من النقاد الرياضيين، ليهاجموا المسؤولين في اتحاد القدم، وهم من هلل وبارك قبل 55 يومًا خطوة التعاقد معه ووصفوها بضربة “المعلم”، لا أدافع عن اتحاد القدم لكن ما علاقته بالأمر فنيًّا.. هل يطلب من المدرب الإيطالي الخبير أن يشرك لاعبًا مكان الآخر؟ أو يهدده بالخصم من مرتبه في حال لم ينفذ الخطة التي وضعها له اتحاد القدم؟!!..
ويصف البعض منهم أاتحاد القدم بأنه “الأسوأ”، وإنه اتحاد “فاشل” بعد خسارة المباراة التجريبية الرابعة!.. هل يعقل أن نحكم على عمل كبير يقوم به اتحاد القدم في شتى المجالات ومنجزات حققها من بنية تحتية واستضافة بطولات ومنتخبات سنية والاهتمام بالمواهب والمدربين ونتائج مرضية في مونديال العالم 2022م ويختزل في خسارة مباراة تجريبية!! هنا تتبدد الأمانة الصحافية وتختبأ خلف عباءة المحاماة بتقديم المصالح الشخصية.
في كرة القدم لدينا كل شيء يتطور، مستثمرًا الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، إلا الصحافة الرياضية، أو لنقل البعض منهم فهم من يعاكس خط التطور للأسف..