مكافأة أفضل لاعب.. «صيحات استهجان»
رسم جمهور الهلال في مدرج الدرجة الثانية لوحة بريشة عبقري عنوانها “القوة الزرقاء”، لكن جمالية تلك الصورة الباهية تشوهت بعد إطلاق بعض الجماهير صياحات استهجان على الدولي سالم الدوسري قائد الفريق، كونه قرَّر أن يسدد ركلة الجزاء قبل أن يمنحها لزميله ميتروفيتش.
حدث ذلك في مباراة الهلال والأهلي أمس الأول التي انتهت لصالح الأزرق 3ـ1، والتي احتضنها ملعب الملك فهد الدولي في مدينة الرياض، وكانت ردة فعل بعض الجماهير الهلالية شكلت خدشًا في وجه الزعيم.
أدرك بأن من ينتقد أي مدرج فإنه يكون في عداد الخاسرين، كونه لا يمكن أن يكون مقنعًا للآلاف من الحاضرين أو يتفقوا على طرحه ونقده، لكن ما ارتكبه بعض من الجماهير الهلالية تجاه نجم دخل في قائمة الأساطير السعودية في كرة القدم فيه الكثير من الإجحاف وعدم الإنصاف.
للأسف أن البعض من الجمهور الهلالي في طبيعته “القسوة” فصيحات الاستهجان حضرت مع نجوم كبار سابقون، فينسفوا التاريخ تحت وطأة أي خطأ ولو كان بسيطًا لكنه يظهر في أعينهم بصورة مضاعفة.
سالم الدوسري الذي تبقى له هدفان ويكون الهداف التاريخي لفريق الهلال في البطولات القارية، ومن يحزم حقائبه اليوم الأحد ليغادر إلى الدوحة كونه مرشح قوي للحصول على جائزة أفضل لاعب في آسيا، ومن سجل أرقامًا قياسية على الورق وفي الملعب وحسم ألقابًا عدة، لا يستحق أن تكون مكافأته على ذلك “صيحات استهجان” كونه قرر فقط تنفيذ ركلة الجزاء وهو المكلف بها رسميًّا من مدرب الفريق.
للجماهير الهلالية، وبالأخص من تعمد إطلاق صيحات الاستهجان عليهم أن يتحلوا بالوفاء ويراقبوا عشاق بعض الأندية الأوروبية الكبيرة وهم يحفزون نجومهم حتى وهم يسجلون أهدافًا في مرمى أنديتهم، ويصفقون للاعبين في الخسارة، ويقفون إلى جانبهم في الضراء قبل السراء.
بالطبع هؤلاء لا يمثلون السواد الأعظم من الجمهور الهلالي لكنهم مؤثرون وإلا لما وصلت أصواتهم لنا من خلال الشاشات، ويحتاج هؤلاء إلى رسائل يوجهها المركز الإعلامي في النادي لهم تستنكر ما قاموا به وتعلمهم معنى “الوفاء” والتأثير السلبي الذي يحدثونه لنجوم لفريق بشكل عام.