سالم أفضل هلالي.. واشربوا من البحر
أكثر من خمسين عامًا و”ماء البحر” هو الـ”ويلكم درنك” الذي يقدمه الهلاليون لمنافسيّهم، فظلّ عنوان مقال الصحافي الكبير عثمان العمير: “اشربوا من ماء البحر.. فنحن هلاليون”، سلاح الضيافة الأزرق، وتوارثه بعض من الصحافيين الموالين للهلال، وبات من الصعب اقناعهم فـ “التعامل مع الحارث أسهل من التعامل مع الوارث”..
لن يتقبل عشاق الهلال أن يشربوا من “ماء البحر” في كوب أزرق، فهم يقدمونه بحسب لون المنافسين، ولكن عندما يكون المنافس هلاليًا حينها تختلف الموازين.
نعشق لغة المقارنات رغم أن الكثير لا يجيدها، فسالم الدوسري يحقق جائزة أفضل لاعب في آسيا 2022م، فيخرج بعض من الجمهور الهلالي وخصوصًا من تخطوا الخمسين عامًا يرددون بأنه مهما حدث لن ينزل في منزلة يوسف الثنيان أو يكون أفضل من سامي الجابر، وأنه بالكاد يدخل في قائمة الـ”التوب تن” الزرقاء.
أتقبل بأن سالم لن يتجاوز أساطير الهلال السابقين لو كان واحدًا منهم برمزية مارادونا الذي حتى ميسي وهو يحطم كل شيء لا يزال كابوس دييغو يلاحقه، لكنهم ليسوا كذلك جميعًا..
هؤلاء المدافعون عن أساطير الهلال، ومهاجمو الجيل الحالي لديهم عقدة “رموز الماضي”، وهم فعلًا أساطير لكن تحطيم أرقامهم ليس صعبًا، وإلا لما فعلها سالم وهو في عامه الثاني عشر في الملاعب وتبقى له سنوات عدة.
نحترم تاريخ يوسف وسامي وكل أساطير الهلال السابقين، ولكن سالم تخطاهم بالأرقام القياسية والقوة البدنية والموهبة المطوّرة، والطموح العالي، والانضباط الاحترافي، فكل ذلك جعله يتجاوز كل لاعب لبس القميص الأزرق منذ تأسيس النادي إلى يومنا.
ما يقوم به بعض الهلاليين من صحافيين أو مشجعين بالتقليل من منجزات سالم لإبعاده عن قائمة الأساطير تجعلهم يصغرون في أعين العقلاء أكثر فأكثر..
سالم لم يكن أسطورة بمحض الصدفة أو فتح الباب للحظ السعيد ليشاركه الإنجازات لكنه فكر وخطط ونفذ، ونجح وقد يحتاج منافسوه إلى سنوات “ضوئية” لتجاوزه..
للهلاليين الماكثين في حقبة الماضي، أنتم الخاسرون في حرب الأفضلية ولو عاد الجيل الحالي لزمن أساطيركم قد تسمعوا منه ما لا يرضيكم..