أهرامات «حسيّنوه»
في بوليفارد الرياض
يقال إن “في الإعادة إفادة”، لكن تلك المقولة لا تنطبق على الأفلام أو المسلسلات، فما فائدة متابعة قصة عُرف مسبقًا نهايتها، أو مشهد “أكشن” فقد عنصر الإثارة بعد معرفة اتجاه “اللكمة” قبل انطلاقها، أو لقطة كوميدية حوّلها التكرار إلى “الدراما” فاختفت الضحكة، ولأن “لكل قاعدة استثناء” فلقد سار على ذلك “درب الزلق” الذي قد يتفق الجميع أن الإعادة ترفع من معدل السيروتونين، ولا يصاب المشاهد بالملل بل كأنه يشاهده للمرة الأولى رغم أنه عرض قبل 45 عامًا.
خلطة درب الزلق تحتاج إلى تفسير علمي ومختصين وباحثين يكشفون سر سرقة حسينوه وسعد، وخالهم وجارهم وأمهم الشاشة الكوميدية وجعلهم مضرب المثل في الأعمال المبهجة.
لن أطيل في الحديث عن المسلسل الخالد، ولكن ما دعا إلى المرور عليه هو مشاهدة أهرامات الجيزة وأبو الهول في جناح مصر في منطقة بوليفارد وورلد الترفيهية، والتي تأتي ضمن موسم الرياض، وكان النجم الكبير الراحل حسين عبد الرضا قد طلب من مرافقيه في القاهرة أن يدخل التجارة من بوابة السياحة ويشتري الأهرامات ويوزعها في مناطق الكويت، و”يسدّح” أبو الهول في الصفاة، مشيرًا إلى أنه سيجني ذهبًا من هذه الصفقة التي لم تمرّ على شقيقه النجم سعد الفرج وكان اعتراضه في طريقة نقلهم فقط!
من يدخل إلى جناح مصر في البوليفارد يدرك حجم العمل الاحترافي الكبير المبذول من قبل القائمين على موسم الرياض ويأخذه تفكيره إلى “صفقة حسينوه الوهمية” وكيف تحوّلت إلى واقع، فالجناح يضم حتى تمثال رمسيس الذي كان يفكر حسينوه في ضمه إلى صفقته لكنه تعثر.
لم تكن الأهرامات مصنّفة في خانة المعجزات أمام القائمين على موسم الرياض فلقد سبقوها ببرج إيفل وبوابة النصر وبرج بيزا وتمثال الحرية العام الماضي.
نحن في زمن ننعم فيه بالتمكين والإيمان بقدرات أبناء هذا الوطن الغالي من القيادة الرشيدة ـ حفظها الباري ـ واستبدلت كلمة المستحيل بـ”الهمة”، والتردد بـ”المقدرة” حتى أضحت بلادنا في مصاف دول العالم وبوصلة السياحة والترفيه والرياضة وغيرها من المجالات المختلفة، وعلى الجيل الحالي أن يستثمروا ذلك ويواصلوا تطوير أنفسهم.