«وحتى الوزير.. يسوي إعلان»
في أحد فروع ماكدونالدز في مدينة الرياض يطلّ أحد العاملين في المطعم، وكان من ذوي الاحتياجات الخاصة، ملبيًا طلبات الزبائن، وأشهر حرف M في العالم يتصدر قبعته وزيه الرسميّ، وبدا سعيدًا وهو يمارس عمله في فرع المطعم الشهير، وبعد السؤال عنه تبيّن أنه ضمن برنامج تقدمه “ماكدونالدز السعودية” لتوظيف ذويّ الاحتياجات الخاصة، وتمكيّنهم بمواقع وظيفية تناسبهم.
بلغة الأرقام الصادرة من الشركة، فإن عدد الموظفين السعوديين في فروع ماكدونالدز يتجاوز أربعة آلاف، وربع العدد تم توظيفهم فقط العام الماضي، كما درّبت وطوّرت عشرات الآلاف من الشباب السعوديين، حققوا نجاحات في سوق العمل خارجها، كما يعمل في الشركة، وفي مناصب إدارية 544 موظفة سعودية.
منظر الشاب “المعاق” وهو يجني راتبه الشهريّ، وفرحة أهله به لكونه رمى هموم الإعاقة، وآلاف الشباب السعوديين ممن يعملون ليؤمنوا حياة كريمة لهم ولمن يعولونهم، وبنات الوطن ممن وجدن في العمل مصدر رزق وخبرة وقضاء وقت مفيد، يستحق أن تتغير معها مفاهيم الإعلان لدينا والتعاطي معه إعلاميًا، والابتعاد عن حساسية ذكر اسم الشركات في صناعة المحتوى، وكسر حواجز كانت “سائدة” في التسويق بأن ذكر اسم الشركة هو بمثابة الإعلان، وما الضرر في ذلك إذا كانت تلك الشركة تقدم خدمات جليلة للمجتمع.
المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، يدعم “ماكدونالدز السعودية”، أحد الرعاة في موسم الرياض الرابع، وينشر “تغريدة” أو “منشورًا”، “ضعنا بسببك يا ماسك في التسميات”، عن العرض “وجبة مقابل وجبة مجانًا”، ليشكل نافذة تسويقية غير مسبوقة، فلم نعتد على أن يقوم وزير بالتسويق في حسابه الشخصي لشركة راعية على طريقة المستشار، لكنها كانت ناجحة وصداها مميز، وسبق ذلك تسويقه لشركاء آخرين من القطاع الخاص.
الشركات السعودية التي تدعم المجتمع وتهتم بتوطين الوظائف وتظهر بسخاء في المناسبات الوطنية وتقدم الغالي والنفيس لأبناء الوطن، تستحق الإشادة بها والإعلان عنها، “وفق الضوابط” بالطبع، لكن نبتعد عن الحساسية الإعلامية تجاهها بعكس شركات همّها الربح فقط ولم تدرج المسؤولية الاجتماعية في أجندة اجتماعات مجلس إداراتها.