استراتيجية التعتيم الإعلامي
خلت الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026 من النتائج المفاجئة باستثناء خسارة منتخب الكويت في استاد الشيخ جابر أمام نظيره الهندي بهدف دون مقابل، في نكسة جديدة لـ “الأزرق” تضاف إلى هزيمته النكراء في دورة الألعاب الآسيوية خلال سبتمبر الماضي أمام كوريا الجنوبية بتسعة أهداف.
وجاء انهيار المنتخب الكويتي بمثابة رسالة تحذير لاتحادات كرة القدم في دول الخليج التي باتت تضع خططها بطريقة تضمن عدم تعرض منتخباتها وأنديتها إلى المصير نفسه، خاصة أن “الأزيرق” وصل مرحلة القاع سريعًا بهزائم تاريخية أمام منافسين كانوا في السابق جسرًا عبرت من خلاله الكويت إلى منصة التتويج حين نالت كأس آسيا قبل أن تبلغ نهائيات كأس العالم، ما يكشف مدى التراجع الذي أصاب أهم الفرق في القارة الصفراء.
تراجع المنتخب الأزرق بدأ يظهر بصورة واضحة خلال العامين الأخيرين عندما خاض ثلاث مباريات أمام الهند كانت حصيلتها خسارتين وتعادل، في مشهد تجرع مرارته أنصار كرة القدم في الكويت تاركين للبقية في الدول المجاورة أخذ العبرة والاستفادة من مصير “الأزيرق” للابتعاد عن العشوائية في التخطيط وعدم تكرار أخطاء الاتحاد الكويتي غير المسبوقة في استراتيجيته لتطوير اللعبة في البلاد.
وربما كان رئيس الاتحاد عبد الله الشاهين يدرك أن الأمور تسير نحو الطريق المنحدرة حين بدأ مهمته بإصدار “فرمان” هدفه التعتيم التام على نشاط اللعبة في الكويت من خلال حجب مباريات المنتخب وتدريباته، فضلًا عن منع القنوات التلفزيونية ومعها الصحف والمواقع الإلكترونية من عرض اللقطات أو تغطية المنافسات، قبل إصدار بيان يحمل تهديدًا باتخاذ إجراءات قانونية ضد من ينشر أو يعرض أو يستخدم “شعار” الاتحاد الكويتي، بداعي أن استراتيجية التطوير تتطلب حفظ حقوق الاتحاد التي لم تعد مغرية حتى لقراصنة تزييف القمصان والتذكارات خوفًا من عدم الإقبال عليها قياسًا على نتائج المنتخب.
ما حدث في الكويت يمثل أسوأ أنواع الإدارة الرياضية، ما يتطلب إخضاع تجربة اتحادها للبحث وتعميم النتائج على الاتحادات العربية حتى لا تتكرر النكسة في بلد ثانٍ.