جيل «تيك توك» بلا مهارات أو ثقافات
يتّبع بعض الآباء والأمهات أسلوب منح الأبناء “الصغار” جائزة عندما يفرغون من واجباتهم المدرسيّة أو مساعدة في عمل ما، بأن يجعلونهم يتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة “تيك توك” لتكون بمثابة المكافأة لهم، وهم لا يعرفون بأنهم يشغلون وقت فراغ أبنائهم ليتابعوا فراغ الكثير من حمقى المنصة الشهيرة، فعاقبوا أبناءهم بنية “التحفيز”.
يقضي الكثير من أطفالنا ساعات طويلة لمتابعة “تيك توك” ما بين مقاطع “تافهة” أو “بثوث” مخجلة، ترفع من هرمون السعادة لديهم لكنّها تخفّض معه كل هرمونات الثقافة والعلم والتطور والمهارة والمعرفة، فالوقت الذي يذهب في متابعة “المنصة” التي خطفت الكبار قبل الصغار لا يعود وعندما ينتهون من ساعات التجوال الطويلة عبرها يبدؤون في ترديد “سخافات” ما شاهدوه لذويّهم دون أن يوجهوهم بضرر المنصة فكيف يفعلون وهم أثناء حديثهم معهم يتصفحونها!.
قرار مقاطعة الكثير من النجوم في مختلف المجالات لمنصة “تيك توك” بعد سياساتها “الضبابية”، المستفيد الأكبر منه الجيل الجديد، وأبناؤنا، ليتفرغوا لأمور تصنع شخصياتهم وتعزز من ثقتهم في أنفسهم وتجنبهم التفاهات والسخافات وضررها على مستقبلهم قبل حاضرهم، وتبني شخصيات “هشة” صناعة “تيك توكيّه”.
لست ضد الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن تكون وفق ضوابط محددة ولا تستنزف الوقت كله، ولا تصرف للأبناء من بند “المكافأة” وكأنها حلم ينتظرونه أو أمنية يترقبون تحقيقها وهو في النهاية سراب لا يصلونه ولا يصلهم.
منصة “تيك توك” تورّد الفيديوهات من باب المحاكاة لحركات غريبة ومستفزّة من باب التحديّ ليقلدها الصغار قبل الكبار وتخرجهم بصورة “هزيلة” لا تليق بهم والكثير منها ليست من عاداتنا أو تقاليدنا ومنافية لثوابت عدة لدينا.
يجب أن يكون لنا وقفة حازمة تجاه أبنائنا ضد منصة “تيك توك” وغيرها من المنصات التي تصدر محتوى “غير مفيد”، ونراقبهم، ونبحث عن بدائل أفضل عندما نريد أن نكافئ أبناءنا بعيدًا عن التفاهات.