ديربي
الغضب
عاش أنصار كرة القدم العربية أجواء استثنائية في مباراة ديربي النصر والهلال بعدما تابعوا صراع الجبابرة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه من جهة، والصربي ألكساندر ميتروفيتش وفريقه من جهة ثانية، وزاد من الاهتمام بالمواجهة النارية الجدل حول قرارات حكم اللقاء الكولومبي ويلمار رولدان والأخطاء التي يرى البعض أنه ارتكبها وأثرت على النتيجة النهائية.
إثارة الديربي لم تتوقف بانتهاء المباراة بعدما تحولت استوديوهات القنوات التلفزيونية إلى مختبرات تحليل للكشف عن الأعراض الجانبية للاستعانة بالحكم القادم من بوجوتا، وتأثير رحلة السفر الطويلة على قدراته الذهنية، خاصة وأن الجدل رافقه خلال السنوات الأخيرة بعد قرار اتحاد أميركا الجنوبية “كونميبول” إيقافه مؤقتًا في صيف 2021 بعد مباراة أوروغواي وباراغواي بداعي “ارتكاب أخطاء جسيمة” بحسب الاتحاد القاري حينها، وهذا لا يعني أن الهلال حصل على نقاط المباراة بفعل قرارات الحكم الكولومبي، ولا يعني عدم أحقية النصر بالفوز على الرائد في اللقاء الذي أداره ويلمان رولدان نفسه وشهد أخطاء لا تقل عن ما فعله في الديربي، بقدر ما يبرهن أن هذا الكولومبي كان أقل من قيادة مباراة القمة ولم يكن الرجل المناسب للمهمة.
فوز الهلال بالمباراة على حساب منافسه التقليدي لم يكن حدثًا مفاجئًا، ولا تعثر النصر في المناسبات الكبرى جديدًا، غير أن اللافت تكرار الاستعانة بحكام لا يمتلكون القدرة على إدارة المنافسة بما تستحقه من اهتمام يوازي شعبية الدوري السعودي ومشاركة نجوم العالم في مبارياته، علمًا أن الجدل يصاحب دائمًا الحكام القادمين من أميركا الجنوبية والوسطى مثل القادم من جواتيمالا ماريو إسكوبار الذي قاد لقاء الاتحاد والهلال الأخير وارتكب من الأخطاء ما كاد يفسد المباراة.
يبقى الدوري السعودي الأقوى والأهم آسيويًا وعربيًا، غير أن توافد الحكام الأجانب غير المؤهلين لقيادة المباريات يهدد المنافسات ومن شأنه أن يسيء إلى سمعتها ويحد من انتشارها، لاعتبار أن التنظيم الناجح للبطولات المحلية يساعد في استقطاب النجوم والمدربين وحتى الحكام الجيدين، بينما يؤدي عدم الالتزام بحماية المباريات وضمان نزاهتها إلى أن تصبح هدفًا للتلاعب بطريقة أو بأخرى.