مسلسل الخائن وواقع الأزواج
يرد صديق على اتصالاتي المتكررة بعد فترة غياب ساعات طويلة، مبررًا سبب انشغاله بمتابعة مسلسل، وبحكم معرفتي به فهو لا يفرّق بين هدى حسين وسعاد عبد الله، فكل اهتماماته لا تتخطى المستطيل الأخضر، دفعني الفضول لمعرفة ما يتابع فردَّ بأنه مسلسل “الخائن” على شاهد، سألته السبب فقال: “عجبني اسم المسلسل وكنت فاضي وقتها”.. ولكن قد تصنف المتابعة تحت مقولة: “كاد المريب أن يقول خذوني”.
صناع المسلسل لعبوا على وتر “القصة” واختيار “التوقيت”، فانتصرت الحبكة الدرامية على زمن تسيّد فيه الإنتاج والإخراج، وضاع الكاتب في الكواليس، ويكاد يذكر اسمه على “التتر”، ونسي المشي على السجادة الحمراء.
مسلسل الخائن، دخل المنازل ونبش الجروح وأعاد فتح ملفات “شائكة” بين الأزواج، وحتى من لم تشابهه القصة، لم يسلم من التحذيرات والتهديدات.
نجاح العمل الفني لا يقاس بالتفاعل في منصات وسائل التواصل، فتظلّ مرتبطة بخوارزميات معقدة، وحسابات مزورة، وبث مقاطع العمل في القروبات لشحذ الدعم الإلكتروني، ولكن النجاح الحقيقي هو أن يصل لك العمل قبل أن تصل إليه، ومن بوابة المجتمع.
في المنزل أو العمل أو على مستوى الأصدقاء، تسمع من يتحدث عن مسلسل الخائن، الناس يتحدثون عنه ببساطة، فلقد لامسهم ووصل لهم بسهولة وخصوصا الأزواج، وحتى صديقي طلبت منه أن يعد ثلاثة من أبطال المسلسل فلم يرد حتى وقت كتابة المقال، هنا مربط الفرس، هم الناس، فلا ينفع معهم وضع الأعمال في “حقن” وإرغامهم على المتابعة.
صناع المسلسلات عليهم أن يدركوا أن القصة هي أساس النجاح، وربطها بذكاء بالمجتمع، وألا يغرهم وهج السجادة الحمراء والمشي عليها لمجرد الاستعراض فقط دون تقديم أعمال ترتقي لذائقة الناس وتلامسهم.
المتصفح لـ “شاهد”، يجد الغث والسمين من أعمال “هزيلة” تستغرب بثها في المنصة الرائدة، رغم الإنتاج الضخم والترويج العالي لكنها لا تصل إلى الناس، ومن المصيبة ملء “فراغ” الشاشة بأعمال “فارغة”.
على صناع المسلسلات أن يهتموا بالكتاب الموهوبين، ويدعموهم فهم الأساس.. وللعلم.. لم أتابع المسلسل إلى الآن ولكن تابعته عبر الناس.