عام 2024..
ليس ليلة واحدة
يتلهف الكثير من البشر حلول العام الجديد وأفول سابقه، منتظرين عقارب الساعة أن تلدغ الرقم 12 ليلًا حتى يطلقوا معها احتفالات وألعابًا نارية هنا وهناك، متناقلين التهاني بين وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعل بطاريات هواتفهم الذكية تشتكي، ولكن كل تلك تنتهي في يوم واحد أو في ليلتها، وبقية العام.. لا جديد.
ينقص هؤلاء المحتفلون بالعام الجديد شكلًا وتركه مضمونًا، عنصرًا مهمًا في عجلة الأيام وهو “التخطيط”، والذي ينبثق منه بنودًا عدة منها التطوير والنجاح واكتساب مهارات جديدة والمثابرة وخوض تجارب مختلفة، وبالمختصر ألا يكون العام الماضي نسخًا ولصقًا من العام الجديد على مستوى الأشخاص.
صور الابتهاج بالعام الجديد واستقباله مختلفة لدى البعض، فمنهم من يختزل الـ 365 يومًا الجديدة في ساعتين أو ثلاث وحتى لو خرج العالم الكبير ابن سينا من مرقده فسيعجز عن حل المسألة الرياضية، فيختار أن يحتفل على طريقته وعندما يفوق في اليوم الثاني يعود إلى ما كان عليه فالأيام متشابهة وليست دولًا.
وهناك أشخاص ينظرون إلى الاحتفالات من بعد متنقلين بين وسائل التواصل لمتابعة كيفية دخول العام الجديد، وفور انتهاء “رحلتهم السوشالية” يعودون إلى متابعة فراغ المشاهير، وتغذية أرواحهم بالمحتوى “غير النافع”، مواصلين النهج ذاته الذي كانوا يسيرون عليه في العام الماضي بلا تغيير أو تحديد أهداف.
في اعتقادي أن أحد أهم نجاح الكثير من الأشخاص هو ربط الأعمال بالأيام والأشهر والالتزام بتنفيذها، ففي صخب الاحتفال بالعام الجديد هناك من يتجه إلى “القرطاسية” ليشتري أجندة العام محددًا فيها الأيام والأشهر، ويتقبل العام الجديد بالقلم والورقة ويكتب كل مخططاته ومستهدفاته التي ينوي أن يتمها في العام الجديد ويحققها.
لمست عن قرب بعضًا من الأشخاص ممن اختاروا أن يكون احتفالهم بالعام من خلال استثمارهم في أنفسهم وتطويرها فأشعلوا الألعاب النارية في أفكارهم، وتناقلوا رسائل التهنئة مع أنفسهم، فكان الاحتفال في كل يوم يحققون فيه إنجازًا أو يكتسبون مهارة أو يحصلون على شهادة في مجال ما.
العام الجديد فرصة للتغيير والتبديل إلى الأفضل، ولن يكون ذلك إلا بالعزيمة والتخطيط السليم والسعي وراء تحقيق ذلك.