عقدة المرتفعات تبني أطول برجين
يقول التاريخ إن صاحب فكرة بناء برجي التجارة العالمية في عاصمة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية “نيويورك” هو المصمم المعماري الياباني مينورو ياماساكي، إذ كان يخشى المرتفعات ولديه فوبيا المناطق العالية، رغم ذلك أبهر العالم في أوائل السبعينيات الميلادية بفكرة وتصميم إنشاء أطول برجين في العالم استمرا 20 عامًا قبل أن تمتد إليهما يد الإرهاب وتساويهما بالتراب.
الأمر الجيد لدى العبقري الياباني أنه غادر الدنيا قبل أن تضرب طائرات البوينج برجيه بـ15 عامًا، وإلا لتحولت مخاوفه إلى حقيقة حينها.
مخاوف الياباني الذي سجل نقش التاريخ اسمه على أعمدة البرجين وحتى وهما منهاران، كانت مصدر قوته وإلهامه، فأدرك أن أسهل طريقة للتغلب على المخاوف هو مواجهتها والانتصار عليها.
لدى الكثير منا مخاوف عدة تقف عقبة في طريق تحقيق أحلامه وطموحاته فيرفع الراية البيضاء قبل أن يدخل ساحات الوغي، وتختلف تلك المخاوف أو كما يسميها بعضهم التردد من شخص إلى آخر لكنهم جميعًا يتفقون على أنه سور طويل يتجاوز “أعجوبة الصين العظيمة” في تفكيرهم، فصنعوا من الوهم حقيقة.
نحن حاليًا ننعم بفرص استثنائية في وطننا الغالي في المجالات كافة، والأبواب أصبحت مفتوحة على مصراعيها ولا تحتاج إلى من يطرقها بل هي التي تنتظر زوارها ممن يحمل عزيمة وإصرارًا ويتغلب على مخاوفه أينما كانت ولا نطلب منه أن يبني برجين يصنع صاروخًا رغم أنها متاحة أمامه ولكن يفتش فقط في نفسه ويتبع صوت الطموح ويرد المخاوف والتردد.
المراقب لما يحدث حولنا من إنجازات في الوطن الغالي يدرك بأن لدينا الملايين من أبنائنا الذين أبهروا العالم بعد أن مكّنوا في جميع المجالات وكانت في السابق مدرجة تحت بند “المخاوف” لكنهم تجاوزوها بكل سهولة.
مواجهة المخاوف ليست سهلة وأيضًا لا تصنف بأنها صعبة لكنها تحتاج إلى عزيمة وذكاء في آن واحد للتعامل معها ومعرفة التغلب عليها، فقوة الشخص تكمن في تركيزه على تحقيق أهدافه حتى لو كانت في بحر “المخاوف”، فيستطيع أن يبحر فيه ويصل إلى شاطئ النجاح والإنجاز.