2024-01-12 | 22:53 حوارات

نجم المنتخب السعودي يستحضر الماضي.. ويتحدث عن كأس آسيا
عامر: النعيمة حرمني الفرحة

حوار:علي الحدادي
مشاركة الخبر      

حضر يحيى عامر عنصرًا أساسيًّا في قائمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، التي حققت أول إنجاز يسجل باسم الوطن، عندما توج الأخضر بلقب كأس الأمم الآسيوية 1984 على حساب التنين الصيني في سنغافورة.
لعب نجم الوسط السعودي ست مواجهات في نهائيات سنغافورة، كما شارك مع الأخضر في التصفيات القارية المؤهلة للبطولة الآسيوية، إلى جانب ظهوره في أربع مواجهات تجريبية، ومباراة واحدة في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال المكسيك 1986.
يحيى عامر تحدث لـ “الرياضية” في هذا الحوار، متطرقًا إلى أكثر من جانب يخص الأخضر السعودي، وكأس الأمم الآسيوية، التي انطلقت في قطر، أمس.
01
في البداية حدثني عن كيفية انضمامك للمنتخب السعودي في كأس أمم آسيا 1984؟
الانضمام للمنتخب حلم وهدف يراود كل لاعب، لكن بالنسبة لي كان بعيدًا عن تفكيري، لسبب واحد، أن الإعلام في تلك الفترة كان ضدي، وأثناء معسكر الأهلي في البرازيل فجأة اختلف تعامل الإداريين والبرازيلي سنتانا، مدرب الفريق، معي بآخر أسبوع في المعسكر، ولم أعلم السبب، لكن زميلي خالد أبو راس كان لديه علم، وبدأ يلمح لي بالانضمام للمنتخب، وعند عودتنا توقفنا في باريس، فاستدعاني غازي ناصر، إداري الفريق، رحمه الله، وكنت غاضبًا من تعاملهم، وأبلغني بالخبر المفرح، هو انضمامي للمنتخب.
02
المنتخب السعودي أخفق بكأس الخليج في مسقط، وتم بعدها تعيين خليل الزياني وتحقيق كأس آسيا في 1984.. كيف كان هذا الأمر بالنسبة لكم؟
صحيح، تمت إقالة البرازيلي زاجالو بسبب سوء النتائج، ووقتها لم أكن ضمن المنتخب في كأس الخليج، وحضر خليل الزياني لتدريب المنتخب السعودي في ليلة لا تنسى، إثر مكالمة هاتفية تلقاها فجأة من الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، مطالبًا بضرورة أن يحضر طاقمه الفني في فريق الاتفاق إلى مسقط العاصمة العمانية، ليبدأ مهمة وطنية.
03
كيف كان معسكركم قبل بطولة آسيا 1984؟
بعد نهاية كأس الخليج في مسقط التحقت بمعسكر المنتخب بمدينة الجبيل في الهيئة الملكية، وكان المعسكر ممتازًا من كل النواحي، وكانت هذه بدايتي مع المنتخب، وبعد نهاية المعسكر نلت رضا المدرب خليل الزيني، وكنت ضمن القائمة النهائية لكأس آسيا.
04
هل كانت البداية غير جيدة أمام كوريا الجنوبية؟
نظرًا لخسارة كوريا من السعودية في تصفيات لوس أنجليس كان الكوريون حريصون على كسب اللقاء الأول في نهائيات آسيا لرد اعتبارهم، وكانوا أفضل منا في المباراة، تقدموا علينا 1ـ0، لكن بتوفيق الله أدركنا التعادل في آخر المباراة عن طريق ماجد عبد الله، وكانت البداية لنا في الاستمرار بمشوار البطولة، وسببًا في إخفاق المنتخب الكوري الجنوبي، وبعدها سرنا بطريقة مميزة في البطولة، وتأهلنا لمقابلة إيران، وأنا أعدها أصعب مباراة في البطولة، وتقدموا علينا واستطعنا التعادل في الرمق الأخير قبل نهاية الشوط الثاني بست دقائق، وتوجهنا لركلات الترجيح وحققنا الفوز.
05
لماذا لم تسدد أيًا من ضربات الترجيح؟
من المستحيل أصلًا أن أنفذ ضربة جزاء بالمباريات العادية، فكيف في مباراة مصيرية، طلب مني، لكني رفضت، لأني لا أجيد تنفيذها، وتحتاج إلى تركيز عالٍ، لكن زملائي لم يقصروا، على الرغم من تخوفنا من فهد المصيبح، لكنه نفذها بطريقة ذكية وريحنا واحتفلنا بالتأهل على حساب إيران.
06
كيف كانت المباراة النهائية أمام الصين؟
دخلناها بكل إصرار وعزيمة، مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، كانت بدايتنا جيدة، وأحرز شائع النفيسة، رحمه الله، الهدف الأول المبكر الذي أراحنا كثيرًا. وأعطانا دفعة معنوية كبيرة، وفي الشوط الثاني فاجأنا الصين بالهدف الثاني عن طريق ماجد عبد الله، بهدف خرافي لن تنساه آسيا أو أي مشجع سعودي، وحققنا الحلم بالتتويج بكأس آسيا 1984.
07
الجميع كان يحتفل مع ماجد عبد الله وأنت لم تفعل..ما السر؟
مع فرحة الهدف توجه الجميع إلى ماجد عبد الله، وكنا نحتفل على ملعب المنتخب الصيني، وكنت “معصبًا” عليهم خوفًا من لاعبي الصين أن “يسنتروا” الكرة، ويبدؤوا هجمة ونحن في منطقتهم، إضافة إلى أن قائدنا صالح النعيمة كان يصرخ علينا بعد الهدف “تذكروا مباراة كوالالمبور”، ووقتها كنت مستغربًا، أركض في الملعب وألتفت على زملائي: “وش الموضوع؟”، فقال لي النعيمة إنا خسرنا المباراة، ونحن كنا متقدمين بهدفين وقلبتها الصين 4ـ2 في تصفيات آسيا.
08
ما الحدث الذي لن تنساه
مع المنتخب؟
بعد الفوز على الإمارات في التصفيات الأولية المؤهلة إلى كأس آسيا في مدينة جدة، قال الشيخ حمدان بن زايد، مسؤول الرياضة الإماراتية حينها: “الشيء الجديد في المنتخب السعودي اللاعب يحيى عامر”.
09
وما الأبرز في حياتك؟
تحقيق كأس آسيا في سنغافورة للمرة الأولى، والبطولة الأولى منذ تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
10
وكيف تركت الملاعب؟
الإصابة حرمتني من كرة القدم في آخر مباراة تجريبية للمنتخب السعودي أمام فريق بانجو البرازيلي في الطائف عام 1985، قبل البطولة العربية بأسبوع، وظن كثيرون أن إصابتي بسبب اشتراك مع زميلي صمدو في نهائي كأس الخليج للأندية التي حققها الأهلي.
11
هل توقعت أن تنهي الإصابة مشوارك؟
لا، لم أتوقع، حيث أبعدتني عامًا كاملًا، ثم عدت أواخر 1986، واستمريت موسمين لم أتمكن خلالهما من استعادة مستواي، فقررت الاعتزال، وشكرت الأمير خالد بن عبد الله حينها، لثقته وطلبه تأجيل اعتزالي لمدة عام.
12
أطلقت عليك عدة ألقاب بعد كأس آسيا 1984؟
نعم، لكن يعد لقب “كاسحة الألغام”، الذي أطلقته علي الصحافة، لقبًا عزيزًا على قلبي، وكان بسبب المجهود وكثر الحركة في المباريات وأسلوب لعبي، وأيضًا لقب “الولد الشقي” من خالد الحربان، المعلق الكويتي، بسبب مباراة الكويت، كنت مكلفًا بالضغط على النجم الكبير فيصل الدخيل في ملعبنا، وأكون قريبًا منه بسبب خطورته، ولله الحمد، نجحت في أحيان كثيرة ونفذ مني في بعضها، وسببت له مشاكل لذلك أطلق كبير معلقي الخليج هذا اللقب.
13
كيف ترى مشاركة المنتخب السعودي في كأس أمم آسيا الجارية حاليًا في قطر؟
بالتأكيد البطولة صعبة، ودائمًا المنتخب السعودي يدخل أي بطولة آسيوية تكون كل الأنظار عليه، ويعد من المرشحين للمنافسة على اللقب، وإن شاء الله تشهد الدوحة ولادة نجوم يحملوا الكرة السعودية على عاتقهم.
14
هل هم قادرون على تحقيق اللقب؟
منتخبات آسيا تغيرت كثيرًا، وأصبحت على مستوى عالٍ، وينافسون المنتخبات، لكن يجب ألّا نضيعهم، نريد منهم اللعب بكل أريحية، وهم قادرون، والجميع يدرك أن هذا المنتخب لديه مشاركات مهمة، والأهداف كثيرة عليهم، ونجهزهم للتأهل إلى كأس العالم المقبلة 2026.