«صنّاع السعادة».. ومستقبل أبنائنا
تبدو كلمة «الترفيه» سهلة على اللسان، ومحببة، لعلاقتها الوطيدة بالسعادة، لكن الكثير يغفل أن صناعة البهجة تحتاج إلى علم وتطوير مهارات ومعرفة، فلا يستقيم العمل الناجح دون ربطه بالكوادر البشرية المؤهلة..
الفعاليات الترفيهية في وطننا الغالي أسعدتنا، وجعلت أيامنا تزهو بالألوان البهيّة، وكسرت عتمة الأبيض والأسود، وسعدنا أيضًا في رؤية الكثير من أبنائنا المختصين والمؤهلين لتقديم تلك الفعاليات، مسلّحين بالعلم، ومدججين بالمعرفة، وأحيي هؤلاء الشباب من الجنسين على حرصهم في اختيار «منهج الترفيه» ليكون تخصصهم المستقبلي، بعد أن أصبح قطاعًا مهمًا في سوق العمل، وأضحى «الترفيه»، بعد توفيقه سبحانه، والدعم الكبير من القيادة الرشيدة، حفظها الله، واستثمار المسؤولين عنه لهذا الدعم، رقمًا مهمًا في إيرادات الدولة.
يردد المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، أن من بين المشاهد، التي تسعده في الفعاليات، رؤية أبنائنا على رأس العمل، يقودون تلك المشاريع الترفيهية الكبرى، ويبهرون العالم.
اطّلعت على مبادرة صناع السعادة، التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه، ومخرجاتها، وهي تهدف إلى دعم القطاع بالكوادر البشرية، وتطوير مهاراتهم، واستهدفت آلاف المستفيدين والمستفيدات، فشدني التركيز على ابتعاث أبنائنا في جامعات عريقة، وتحقيق أحلامهم بأن يكونوا «صنّاع السعادة»، بعد أن يذوقوا طعم التعب، والجهد، على مقاعد العلم والمعرفة، وفي اعتقادي أن الفرصة متاحة أمام الطلاب والطالبات، و«يا ليت فتحت مثل هذه التخصصات عندما كنا طلابًا»، لكن أردد دائمًا بأن هؤلاء جيل محظوظ في كل شيء.. «طبعًا ذكرت المشيئة، وأدعو لهم بالتوفيق»..
وتقدم مبادرة صناع السعادة ستة برامج، منها الابتعاث لدرجة البكالوريوس المنتهي بالتوظيف، وهو يترجم شراكة الهيئة العامة للترفيه مع شركة القدية للحصول على درجة البكالوريوس في تخصص إدارة الترفيه، بالتعاون مع جامعة سنترال فلوريدا، الرائدة في مجال الترفيه، إلى جانب برنامج الدبلوم المنتهي بالتوظيف، الذي دشنته الهيئة بالتعاون مع الأكاديمية السعودية للترفيه، وجامعة كوت دا زور الفرنسية، وصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، إلى جانب برنامج زمالة الترفيه، الذي يجمع بين التعليم النظري والتطبيقات العملية، وبرنامج قادة الترفيه، والمنصة التدريبية الإلكترونية، التي توفر دورات تدريبية بمحتوى يتعلّق بتطوير المهارات والمعارف والقدرات.
الاستثمار في القدرات الشبابية من أبنائنا يحقق مستهدفات رؤية 2030، وإيمان المسؤول بتلك الكوادر الوطنية، ومنحها الفرص التعليمية لتطوير إمكانات تنعكس على الوطن، ومن ثم القطاع، ومن ثم العائلة.. فعلى الجيل الحالي أن يستثمر تلك الفرص، ويطوروا من أنفسهم.