رجل المرحلة
تسبَّبت ضمادةً، وضعها المهاجم سون هيونج حول إصبعه، في عاصفةٍ بكوريا الجنوبية، انتهت بحزمة قراراتٍ، من بينها إقالة المدرب الألماني يورجن كلينسمان، واعتراف اتحاد اللعبة بتفاصيلَ، أثَّرت في المنتخب خلال بطولة كأس آسيا، وقادته إلى الخسارة أمام الأردن بعد تعتيمٍ دام نحو عشرة أيامٍ من وقوع الحادثة.
وكانت الضمادة أثارت فضول الصحافة البريطانية بعد عودة سون إلى لندن لتمثيل فريقه توتنهام، ما جعل صحيفة «ذا صن» تستقصي الأمر قبل أن تكشف أن إصبع سون تعرَّض إلى خلع بسبب ملاسنةٍ، تطورت إلى شجارٍ، وقع بين لاعبي المنتخب الكوري ليلة المباراة، ولم يجد بعدها مسؤولو اتحاد اللعبة في سول إلا الاعتراف بالواقعة، واتخاذ قراراتٍ تصحيحيةٍ، منها إقالة المدرب كلينسمان، الذي اتَّهمه رئيس الاتحاد الكوري بالفشل وعدم القدرة على إدارة المنتخب فنيًّا وذهنيًّا.
اللافت أن مسؤولي الاتحاد الكوري لم يوجِّهوا بياناتهم وتصريحاتهم ضد صحيفة «ذا صن» ولا لمراسلها بعدما انتقلوا سريعًا نحو المشكلة لإيقاف العبث بسمعة المنتخب، ودون الالتفات إلى محاسبة مَن نشر التفاصيل، أو تحدَّث بها، باعتبار أن هذا لن يغيِّر من الواقع، ولن يقدِّم فائدةً للمنتخب في طريقه نحو مونديال 2026.
ويبدو أن ما حدث في المنتخب السعودي قبل بطولة كأس آسيا شبيهٌ بما أصاب المعسكر الكوري مع اختلافٍ في أسلوب التعامل، يُظهر الفرق بين العمل الاحترافي والاجتهادات الشخصية! ويكفي أن العالم عرف من المدرب روبرتو مانشيني خلال مؤتمر صحافي تفاصيلَ مخجلة عن عدم رغبة بعض اللاعبين في الانضمام إلى المنتخب على طريقة ما كانت وكالات الأنباء تنقله من باب التندّر عن منتخبات زامبيا وبوركينا فاسو خلال التسعينيات! والأغرب أن مسؤولي «الأخضر» لم يبادروا إلى إيقاف هذيان مانشيني ومنعه من الحديث علنًا عن تفاصيلَ، يمكن التعامل معها داخليًّا، بل انضموا إلى حملة «المدرب على حق»، وراحوا يلقون باللائمة على الإعلام، ويتهمونه باختلاق المشكلات، قبل أن يخرج مدير المنتخب ويصف مانشيني بـ «رجل المرحلة» في تحدٍّ للشارع الرياضي، الذي يدرك أن هذا الإيطالي كان سبب المشكلة، وصاحب السبق في نشرها.