ليلة سعود.. ومولد أمة من الإبداع
«من سمع ليس كمن رأى»، ويقال «الأذن تعشق قبل العين أحيانًا»، ولكن في ليلة الأمير الشاعر سعود بن عبد الله كل الحواس وقفت مبهورة وعاشقة، لما ظهرت عليه الليلة الخالدة وكأنه سبقها «ألف ليلة» من العمل المضني لتظهر كتحفة تفوق وصف أي شاعر مهما نال من البلاغة والغزل، أو قلم كاتب بلغ من الحصافة والجزل.
قبل 35 عامًا كتب الأمير الشاب سعود بن عبد الله أوبريت «مولد أمة»، وكانت أسطره الخالدة تدور في رحى الإبداع لتصف حال أمة عظيمة تتجسد في وطن غالٍ وهو المملكة العربية السعودية، وبعد مرور السنوات الطويلة يقف الأمير الشاعر مبهورًا في مسرح محمد عبده الذي تزينت كل أركانه وجنباته بلمسات الفن والأناقة، كانت بسواعد أبناء هذه الأمة العظيمة التي لا تتوقف عن إنجاب المبدعين والمتألقين من الجنسين.
أبناء هذه الأمة العظيمة حولوا المسرح إلى جوهرة لا تمل العين من رؤيتها، اهتموا بكل التفاصيل الدقيقة، فانعكست على مخرجاته، «الديكورويشن» كما ينطقها العملاق رابح صقر، كلمة سهلة على اللسان، لكن عند من صنع الليلة التاريخية فهي هاجس، فكيف يمزج بين الحقيقة والخيال، وكيف يصل إلى أعلى درجات الكمال؟!..
ما قدمته الشركة السعودية العملاقة روتانا وتحت مظلة الهيئة العامة للترفيه في ليلة الأمير سعود بن عبد الله يشكل درسًا في علم الإبهار، وكنت أتمنى أن أسمع تعليق الطفل المتغزل بالماء والشاي والسكر، ماذا عساه أن يقول عندما تجتمع كل الفنون البصرية والسمعية في مسرح واحد..
ولم يقتصر الأمر على اللوحة المؤطرة بالجمال في مسرح الليلة التاريخية بل حتى التنظيم الإعلامي يظهر دائمًا بشكل احترافي مغلف بالمهنية لتسهيل المهام أمام المنتمين إلى وسائل الإعلام ويشكر القائمون عليه بالطبع.
موسم الرياض برهن أن لدينا كوادر وقدرات من أبنائنا نجحوا بعد أن مكّنوا فجعلوا العالم يتحدث عن السياحة في وطننا الغالي، مستلهمين قواهم من عرّاب رؤيتنا ومحقق أحلامنا الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وهو من يردد دائمًا ثقته في أبناء الوطن وقدراتهم وإمكاناتهم وهمتهم وهو ما تترجم إلى واقع نشاهده في كل مكان..
ختامًا..
عندما صدح الأمير الشاعر سعود بن عبد الله بأبيات..
قلبي تولّع بالرياض .. حب ورثته من الجدود
يا صفحة ناصعة البياض .. زرعتي الصحرا ورود
يا نجد يا أرضي وسماي .. يعجز عن الوصف اللسان
الحب مالي فيه رأي.. وما أظن لي غيرك مكان..
كان المستشار تركي آل الشيخ لم يتخط العاشرة من عمره، وعاش تلك الحقبة لـ«مولد أمة»، فسكنت تلك الأبيات خياله، وحولها إلى واقع بعد أن رفع كلمة المستحيل من قاموسه..
هنيئًا لنا بوطننا الغالي وبكرمه وعطائه وهمة أبنائه..