«الحشاشين» ودخان «المنتجين»
في موسم مسلسلات رمضان يُكرم العمل أو يُهان، والحكم دائمًا وأبدًا للمشاهدين الذين ارتفعت ذائقتهم الفنية بعد مشاهدة المسلسلات العالمية والإنتاج الضخم عبر المنصات الرقمية، فأصبح المشاهد «المطلّع» أفضل من الكثير من النقاد المنتمين إلى حقول الفن ومن تكون آراؤهم مبنية على صداقة مع منتج أو فنان أو بغض لمصور أو مخرج.
في هذا الموسم، لم ألحظ مسلسل يسجل أصداءً «حقيقية» في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحرك منصاته لو استثنينا أرقام المشاهدات «الزائفة» والتي تتحكم فيها لغتا التسويق والمال، عدا مسلسل «الحشاشين» الذي بثته المنصة الجديدة «يانجو بلاي» منفردة به حصريًّا، فاختارت العمل الأفضل بين كل المسلسلات الرمضانية المحلية والخليجية والعربية هذا الموسم، مقدمة «الكيف» على «الكم»..
«الحشاشين» وهي القصة التاريخية التي تسرد مسيرة حسن الصباح وقلعته المحصّنة التي اقتلعتها من جذورها عوامل التعرية والتي صمدت أكثر من 35 عامًا، ويروي المسلسل النهج الخاطئ والاعتقادات المزيّفة التي كان يؤمن بها ابن الصباح ومن تبعه من «الحشاشين»..
المسلسل من الجانب الإنتاجي هو الأفضل ودفعت فيه أموال طائلة لكنها عادت على الصورة بشكل عام، وتفنن كالمعتاد مخرجه بيتر ميمي في مشاهد المعارك وكل تفاصيل العمل، وحتى وإن كان الممثلون يتحدثون باللهجة المصرية في عمل يعود إلى ألف عام إلا أنه ظهر بشكل مقنع..
«يانجو بلاي»، أحسنت اختيار أن تقدم نفسها في ساحة التنافس الشرسة بـ«الحشاشين»، متفوقة على عشرات المسلسلات التي قدمتها منصة «شاهد» والقنوات الفضائية، عدا «نيتفلكس» التي خرجت من المنافسة كحال بعض المنتجين ممن يهربون من موسم أعمال رمضان ويبثون أعمالهم بعده، كاللاعب الذي يدعي الإصابة هربًا من مباراة قوية..
وبالسؤال حول سبب نجاح مسلسل «الحشاشين» في سؤال لبعض من الأصدقاء هو أن القصة واقعية، وكتب بشكل رائع، وأنه ظهر وكأنه في تلك الحقبة الزمنية بالفعل، وهناك من اختار الطريقة الجديدة في الإخراج والمؤثرات البصرية والتسلسل الدرامي.
الكثير كتب عن «الحشاشين» وخطرهم الممتد، لكن أن يظهر عمل من 30 حلقة «مجوّدة» هو أبلغ رسالة للتعريف بتلك الطائفة التي غطى دخانها على الحقيقة.