بلا جماهير
أحسن الاتحاد السعودي لكرة القدم صنعًا حين استعان ببطولة كأس السوبر في هذا التوقيت لتحريك المنافسة مجددًا، وإنعاش الموسم المحلي بعدما دخل مرحلة الملل على خلفية اقتراب الهلال من حسم لقب الدوري، وضمان النصر مركزًا مؤهلًا إلى البطولة الآسيوية، وابتعاد الأهلي بفارقٍ مريحٍ، يمنحه الأفضلية القارية نفسها.
ومع أن كأس السوبر لن تمنح الموسم أكثر من ثلاث مبارياتٍ، لكنها في نظر بعض المشجعين أهم من متابعة نحو 83 مباراةً متبقيةً في الدوري، خاصةً بعد اتساع الفارق بين الفرق المتنافسة بدرجةٍ جعلت الهلال «الأول»، يبتعد عن الأهلي «الثالث» بـ 25 نقطةً و30 هدفًا مع تبقي تسع جولاتٍ من شأنها أن تزيد الفارق إلى أكثر من 40 نقطةً، وهذا مؤشرٌ سلبي، يدلُّ على أن البطولة الوطنية انتهت باكرًا باستثناء سباق النجاة من الهبوط، المرشَّح أن ينتهي غالبًا خلال المراحل الست المقبلة.
ولا يختلف مشجعان على أن الحماس والندية والإثارة من أهم عناصر جذب الجماهير إلى الملاعب، وبغياب هذه العناصر يتراجع مستوى الفرق المتنافسة، ويفقد نجوم البطولة الرغبة في الأداء وإظهار قدراتهم الحقيقية، باعتبار أن مهمة الارتقاء بالفريق من مركزٍ إلى آخر في وسط الترتيب، لن تكون كافيةً لبعث روح التحدي في لاعبي الدوري السعودي قياسًا بالفارق الكبير، الذي يبلغ مثلًا بين الخامس والسادس «عشر نقاط»، وهذا يكفي لعزوف المدرب واللاعب ومعهما المشجع عن التفكير في شيءٍ غير التخطيط للعطلة الصيفية، وتحضير ما يلزم لها خلال الفترة المتبقية من الموسم!
من المؤسف أن هذه الحال ستؤدي إلى تراجع لافتٍ في نسبة الحضور الجماهيري خلال الربع الأخير من مراحل الدوري، ما يعني تراجع إيرادات الأندية والبطولة عمومًا لانعدام المنافسة، وغياب عناصر الجذب، وغالبًا سيزداد الأمر سوءًا حين يلجأ بعض المدربين إلى الاحتفاظ بالنجوم على مقاعد الاحتياط لمنح اللاعبين البدلاء فرصة الركض تحضيرًا للموسم المقبل، على أمل ألَّا تعود أخطاء الصيف الماضي، وسيناريو الاستقطاب الذي سيقود جماهير كرة القدم يومًا ما لهجر ملاعبها نحو صالات كرة السلة بحثًا عن منافسةٍ حقيقيةٍ.