أمم أوروبا.. فن وإبداع
أمم أوروبا أحد أعرق وأجمل بطولات كرة القدم العالمية، والتي انطلقت نهائياتها في فرنسا عام 1960 بمشاركة أربعة منتخبات، وتوج باللقب حينها منتخب الاتحاد السوفييتي بعد تغلبه في النهائي على نظيره اليوغسلافي بهدفين لواحد.
البطولة عبر السنين شهدت تغييرات في أسماء المنافسين على لقبها بما تمليه التقلبات السياسية أو حتى المستويات الفنية، فبعدما كان الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا حاضرين في المنافسة في البدايات تواريا وظهرت منتخبات أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، وفي ضوء ذلك يلوح في الأفق سؤال حول هوية بطل أوروبا 2024؟!
الواقع من الصعوبة بمكان التنبؤ بهوية البطل في ظل تقارب المستويات بين المنافسين، فعادة ما يأتي المنتخب الإنجليزي في مقدمة المرشحين في ظل الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها، وإن كانت البداية الإنجليزية فنيًا دون المتوقع رغم الفوز على صربيا حيث تفوق المنتخب الصربي ميدانيًا في كثير من أوقات المباراة.
وعلى نفس الوتيرة جاء أداء المنتخب الفرنسي الذي بالكاد تغلب على النمسا بهدف النيران الصديقة، إلا أن ذلك لا يعني استبعادهما من المنافسة، فمن المتوقع أن يرتفع أداؤهما تدريجيًا لا سيما وأن لديهما المقومات والإمكانات التي تساعدهما على ذلك، سواء أكان الحديث عن العناصر أو الخبرة أو الاستقرار الفني.
المنتخب الألماني مدعومًا بالأرض والجمهور يعد كذلك أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب الأوروبي، وكانت انطلاقته قوية بخماسية في الشباك الإسكتلندية وبمستوى فني رفيع، لربما عززه المستوى الهزيل للمنافس.
أتصور أن هذه المنتخبات الثلاثة هي الأكثر حظوظًا - على الورق - للفوز باللقب الأوروبي في نسخته الحالية، بينما هناك منتخبات أخرى لديها حوافز وإمكانات تجعل حظوظها قائمة وإن كانت بنسب أقل، مثل المنتخب الإسباني والمنتخب البرتغالي إضافة لحامل اللقب المنتخب الإيطالي.
وبغض النظر عن هوية البطل لنا أن نستمتع بفنون كرة القدم وإبداعات المنتخبات الأوروبية التي وصلت في مجال كرة القدم إلى مرحلة بعيدة تجمع بين العلم والفن والثقافة حتى أصبح الانتماء لهذه اللعبة مبعث فخر واعتزاز وهو لا شك أحد شواهد رقي الأمم وحضارة الشعوب.