شغف جيل جديد
حلمنا كبيرٌ نحن السعوديين، وسنكون في الصدارة في مجالاتٍ كثيرةٍ، منها شغفُ الجيل الجديد، فما هو؟
إنها الألعاب الإلكترونية. نعم 60 مليون دولارٍ، هي مجموع جوائز بطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية التي ستقام في الرياض ابتداءً من 3 يوليو وحتى 25 أغسطس المقبلين، بمشاركة 30 فريقًا عالميًّا، وأكثر من 1500 محترفٍ. بعضهم سيعدُّ هذا المبلغ كبيرًا ومُبالغًا فيه كعادة مَن يصدرون اليأس في أي حدثٍ ضخمٍ، تقوم به السعودية، لذا وجب علينا توضيح بعض النقاط المهمة حول البطولة بالأرقام.
هل تعلم أن الرياضة الإلكترونية هي التي أنقذت «فيفا» من خسائرَ ماليةٍ فادحةٍ في أزمة كورونا الأخيرة؟! كيف؟
سأرد عليك بتقريرٍ من «فيفا»، الذي أعلن أنه للمرة الأولى، تتجاوز إيراداته من حقوق تراخيص وبيع علامة «فيفا» التجارية لألعاب الفيديو مبلغ 158.9 مليون دولار، ما يمثل نصيب الأسد من إجمالي الإيرادات في هذا الشأن! خاصَّة أن أزمة كورونا، أسهمت في زيادة عدد من مستخدمي الألعاب الإلكترونية، إذ إن 16% من الممارسين في أوروبا، يعتقدون أنها ساعدتهم على صعيد الصحة العقلية أثناء الإغلاق، وهذا ما يجعلني أقول: «رب ضارةٍ نافعة».
ثم لماذا في السعودية؟ لأن سوق الألعاب الإلكترونية في البلاد، يشهد نموًّا سريعًا، حيث بلغ حجمه مليار دولارٍ، ومن المتوقَّع أن يصل إلى أكثر من 2.7 مليار دولارٍ بحلول عام 2026. ويرجع هذا النمو إلى انتشار الإنترنت، وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، إذ يمتلك 87% من السعوديين جهازًا محمولًا، بينما يستخدم 80% منهم الإنترنت. وبحسب دراسةٍ، أجرتها شركة «Statista»، بلغ عدد اللاعبين في السعودية 21 مليون لاعب عام 2024، ومن المتوقَّع أن يصل هذا العدد إلى 28 مليونًا في 2026، وهذا العدد هائلٌ جدًّا، ويحتاج الى اهتمام كبيرٍ.
بالفعل، سوق الألعاب الإلكترونية، استكملت مسار نموّها، إذ ارتفعت إيرادات صناعة الترفيه بنسبة 10.4%، ونتوقَّع أنه بحلول عام 2026 ستقترب العائدات من ثلاثة تريليونات دولارٍ، خاصَّة أن الشركات الكبيرة أمثال أديداس وكيث كات «نستله»، وغيرهما دخلت بوصفها شريكًا رسميًّا للبطولة، التي أتوقَّع لها نجاحًا باهرًا.