«صانع الفرح وصانع المشاكل»
انتهت قصة الحارس «وليد عبد الله» مع كرة القدم، وأعلن رحيله، فبدأ الاحتفاء به بمواقع التواصل، وأظن سيقام له حفل اعتزال يشارك فيه نجوم كثر أولهم الأسطورة «رونالدو».
والاحتفال ليس لأنه أعظم حارس، بل لما يميزه، أو لأن ما يملكه شيء نادر، يتمناه ويغبطه وربما يحسده الكثير، وهو حب الناس له.
وبلا مبالغة «وليد» يملك قلبًا نقيًا، أينما حل نشر الفرح وقتل الحزن بالمعسكرات والتمارين وربما مع أسرته وأصدقائه، لدرجة يمكن تسميته بـ «صانع الفرح».
في المقابل ثمة قصة أخرى نقيض قصة «صانع الفرح»، والتي يمكن تسميتها بـ «صانع المشاكل»، وأعني قصة مكينة الأهداف المبدع المغربي «عبد الرزاق حمد الله».
«فحمد الله» أغلب الأندية التي ذهب لها، كان طرفًا بالمشاكل مع لاعبين، مدربين، إدارات، حتى منتخب بلاده ترك بصمته فيه، فاستبعد ليس بسبب ضعف أو هبوط مستواه، بل لمشاكل مع المدرب.
وربما لا يمكن سرد كل المشاكل في مقال لكثرتها، ولكن يكفي ما فعله بالنصر حين تفاوض بالخفاء.
وحين انتقل للاتحاد كانت له خلافاته «المكررة»، ختمها قبل فترة بمقطع على صفحته في «الإنستجرام» بعد أن انتشرت معلومة «أن الاتحاد سيستغني عنه».
المقطع لرجل يتحدث باللغة الإنجليزية مترجم كتابة للعربية يقول:
«أول شيء يفعله الشخص الأعمى حين يعود له بصره، يتخلى عن العصا التي أرته الطريق لوقت طويل، لا تكن أحمقًا».
بعيدًا عن سذاجة ما قاله الرجل «فالعصا التي ساعدت الأعمى، ستعيق من عاد له بصره عن الانطلاق».
قلت: بعيدًا عن سذاجة «الحكمة»، يمكن أيضًا تأويل المقطع على أن «حمد الله» هو العصا والاتحاد الأعمى، وأن الأعمى ناكر للجميل، أو هكذا فسر البعض المقطع.
والحق يقال: لا الاتحاد أعمى فهو غني ببطولاته، ولا ناكر للجميل، فالعلاقة بينهما علاقة نفعية لا أحد تجمل على أحد، فما الحكمة من خلق مشكلة إن كان لا بد من الرحيل؟.
أخيرًا.. هاتان القصتان أقدمها للجيل الجديد، ليختار أي القصتين يريد أن يعيشها.