صناعة بطل «أولمبي»
ثمة معادلة يعرفها التربويون مفادها «احتمالية وجود مبدع بأي مجال 10 في المئة، وجود مبدع حقيقي 2 في المئة من الـ 10 في المئة»، بمعنى إن كان لديك ألف طفل يحبون مجالًا وتدربهم بانتظام، فاحتمالية وجود مبدع منهم مئة، من هؤلاء المئة هناك اثنان مبدعان.
يخبرنا الاختصاصيون: «إن دربت الأسرة / المدرسة ابنها / طالبها على الجمباز في الروضة والتمهيدي، والسباحة في سنوات الدراسة الأولية 4 مرات في الأسبوع، نتائج التدريب جسم صحي ورياضي، فالجمباز يمنح عضلات الجسم المرونة، فيما السباحة تدرب كل عضلات جسم الطفل، فهي الرياضة الوحيدة التي تجعل كل عضلات الجسم تعمل إن مارستها.
«وربما يلحظ الكثير ضخامة أجسام اللاعبين الألمان، ومع هذا لديهم مرونة بسبب هذا البناء منذ الطفولة».
هذا التأسيس الأولي إن تبعه مراقبة المدرسة للطلاب، لمعرفة ما الذي يحبه الطالب، وما إمكانية أن يكون مبدعًا بمجال ما، وهل يخبرنا ملفه الذي سينتقل معه بكل مراحل التعليم، أن أرقامه تتطور، ليأتي دور الأندية والاتحادات لدعم هذا المبدع المحتمل ماديًا ومعنويًا.
هذه المقدمة لابد منها، لنجيب على سؤال نكرره بغضب كل 4 سنوات «من المسؤول عن عدم تحقيقنا ميداليات ذهبية»؟
إجابة أولى:
هل الأسرة تقوم بواجبها تجاه طفلها، وهل المدرسة / المصنع يقوم بواجبه ويكتشف ما الموهبة التي يمتلكها الطالب، فيصقلها ويعمل على تطويرها؟
وهل الأندية والاتحادات تشارك المدرسة / المصنع، وترسل مدربيها ليختبروا هؤلاء الطلاب، ويعلموهم المهارات الصحيحة، ويصححوا المهارات الخاطئة ولو مرة كل فصل؟
وهل اللجنة الأولمبية ووزارة الرياضة تعمل لنشر الوعي لدى الأسر بقيمة الرياضة لابنها، وتفرض على المؤسسات التابعة لها القيام بواجباتها؟
هذه الأسئلة لا أملك إجابة دقيقة عليها، لكنني أرى أنها أفضل من السؤال الغاضب والمكرور «من المسؤول عن عدم تحقيقنا ميداليات ذهبية بالأولمبيات؟».
إذ يمكن لكل جهة أن تتهم جهة أخرى، فيفرغ الجميع غضبهم قبل أن يدخلوا ببيات سنوي، ليستيقظوا بعد 4 سنوات «فيبدأ الردح».
فهل يكف الجميع عن «الردح»، وتقوم كل جهة «البيت، المدرسة، النادي، الاتحاد، اللجنة، الوزارة» بواجبها لصناعة بطل أولمبي؟