نريد أبناء الملاعب وليس أبناء المكاتب
كتبت في مقالي الأسبوعي قبل السابق تحت عنوان «فات الميعاد بدأ الأولمبياد»، والذي صادف اليوم الأول من أولمبياد باريس، وكنت أعني أن من لم يعمل من سنوات للإعداد للأولمبياد فلن ينجح، فالعمل الرياضي يختلف عن غيره، ذلك لأن نتيجته في الملاعب وليس المكاتب، فأبناء الملعب يختلفون عن أبناء المكتب!. كان مقالي تحفيزيًا رغم أني لم أكن متفائلاً، فالدول تضع توقعات للميداليات التي قد يتم تحقيقها، وذلك بناءً على أرقام اللاعبين ومدى جاهزيتهم، ونحن لم نرَ أي توقعات. فمن خلال متابعتي للاعبينا ومقارنتهم بلاعبي العالم، وأيضًا من خلال سؤالي لمسؤولين رياضيين مميزين كانوا قد عملوا في بعض الاتحادات وفي وقت الميزانيات القليلة، ذكروا لي عدم وجود مؤشرات للتطور، ولهذا لم أتوقع تحقيق أي ميدالية وهذا ما حدث للأسف!. أعلم أن هناك من سيقول: «إننا في بداية العمل لتحقيق الميداليات فلا تقللوا من العمل»، للأسف هذه الجملة نسمعها منذ زمن ولا جديد. أيضًا هناك من سيقول: «إن العمل الحقيقي بدأ مؤخرًا فلا نستعجل». دعونا نكون مع هؤلاء ولكن ألم يكن علينا على الأقل أن نثبت على ما كنا عليه ولا نتراجع، خاصةً مع الدعم الكبير التي تقدمه حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين حفظه الله وسمو سيدي ولي العهد أيده الله، فنحن في مقدمة الدول الداعمة للرياضة إن لم نكن في مقدمتها جميعًا. ففي ظل ميزانيات ضعيفة حققنا في الفروسية وألعاب القوى التي لا ذكر لها الآن!، وكنا نتأهل للأولمبياد في ألعاب أخرى ككرة القدم والجمباز وغيرها، والآن حتى التأهل لم يحدث!. وحتى في ألعاب أخرى تراجعت مستوياتنا وعلى سبيل المثال كرة اليد الفريق الأول كنا نتأهل عادة لكأس العالم، والآن لم نتأهل وحتى في كرة القدم كانت منتخبات الناشئين والشباب تتأهل لكأس العالم، والآن لم يحدث مع تراجع أيضًا للمنتخب الأول وآخر ذلك خسارتنا من الأردن في الرياض!. راجعوا معي الألعاب الأخرى فلا جديد ولا حتى مؤشرات نلمسها للتطور إلا إذا كان هناك أمر يحدث في الخفاء ولا ندري عنه سوف يفاجئنا ويسرنا بتحقيق الإنجازات. رسالتي لسمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل العمل الرياضي يحتاج إلى وجود الرياضيين، فهناك من يجمع بين الرياضة والإدارة وهم كثر في مملكتنا الحبيبة، ولا ضير في وجود الإداريين المتخصصين في مجالات ذات صلة بالرياضة، ولكن يبقى وجود الرياضيين هو الأهم، كلنا أمل مع اقتراب انتخابات الاتحادات الرياضية بحدوث غربلة شاملة والتركيز على حضور الرياضيين، حتى اتحاد القدم الذي ستكون انتخاباتهم بعد أكثر من سنتين عليهم التغيير في العمل، وإلا فليتغيروا هم ويأتي من هم أفضل، فحكومتنا حفظها الله تعشق وتدعم الرياضة، والشعب السعودي يتنفس الرياضة، ومملكتنا العظيمة تستحق الإنجازات، وأبناء طويق قادرون على ذلك فقط أعطوا القوس باريها.