أرجوكم أنقذوا رياضتنا
«أ ـ ب» في العلاقات العامة التي أقوم بتدريسها في الجامعة، أن تقام المؤتمرات للتنوير وليس للتعتيم، لإعطاء معلومات وليس لإخفائها، للقضاء على الجدل وليس إثارته وزيادة الاحتقان بين الجماهير.
كنت مهتمًا جدًا لمتابعة المؤتمر الأخير لوزارة الرياضة، منتظرًا كمًا من المعلومات التي أبني عليها آرائي ونقدي حتى أكون عادلاً كالعادة. للأسف شعرت بخيبة أمل، وأضعت وقتًا ثمينًا كنت سأستغله في أمر مفيد، ولن أُعبِّر عن المؤتمر أفضل من أحد المغردين الذي قال: «قبل المؤتمر كنت أفهم 50%.. بعد المؤتمر أصبحت 0%!».
فبدلاً من القضاء على حالة الاحتقان لدى الجماهير زادت الحالة للأسف، وأرجو أن نعذر الإعلاميين والجماهير ولا نغضب من ردة فعلهم فهم ضحايا للغموض.
لماذا يكون الفشل في المؤتمرات عمومًا؟.
الإجابة هي لعدة أسباب:
إما لعدم قدرة المتحدثين على الإقناع وضعف أسلوبهم. وإما للخلفية الضعيفة للمتحدثين. وإما لأن هناك أمورٌ خاطئة تحدث ويريدون إخفائها.
ونهايةً، إما لعدم أحقية المتحدثين للمناصب التي وصلوا إليها.
الأستاذ عبد العزيز المسعد، وكيل وزارة الرياضة لشؤون الشباب والرياضة، بحثت في سيرته الذاتية، فوجدته قويًا في مجال المنشطات، فقد وصل ليكون مديرًا تنفيذيًا للجنة الرقابة على المنشطات، وأصبح اليوم في منصب رياضي مهم وحساس جدًا فخسرته لجنة المنشطات المتخصص والمؤهل فيها، وأصبح في مكان ليس لديه خلفية فيه وقد نخسر نحن. الرائع نايف الثقيل سأله سؤالين عميقين بدهائه كعادته
الأول عن النادي الأقل رفضًا لطلباته حتى نشيد به!، الإجابة صادمة: «ما عندي حصر كامل لها!». إذا لم تكن جاهزًا وأنت تقيم مؤتمرًا فمتى ستكون جاهزًا؟.
السؤال الثاني عن وجوده في مناسبات يرى الكثيرون أنه لا يجب أن يكون موجودًا فيها. الإجابة: ………!، أنا بصراحة ما فهمت شيئًا أتمنى أن غيري فهم!.
المميز سلطان العتيبي سأل عن الفشل الذريع في الألعاب الأولمبية وعدم وجود ممثل للجنة الأولمبية يتحدث عنها. الإجابة: «إن شاء الله في المؤتمر القادم!».
وهنا يجب أن أشيد بالجانب المضيء في المؤتمر، وهم المراسلون الرائعون الذين اعتبرهم مفخرة لإعلامنا، وخاصة أصحاب الأسئلة العميقة الجريئة الذين لا يهمهم غضب المسؤول من عدمه في سبيل توضيح الحقائق وعلى رأس هؤلاء نايف الثقيل وسلطان العتيبي.
عمر مغربل، الرئيس التنفيذي لرابطة دوري المحترفين، فوجئت به وبمنصبه أثناء المؤتمر، فمع كامل احترامي لشخصه فأنا لا أعرفه وكعادتي بحثت في سيرته الذاتية، فالمنصب الذي يتقلده الآن منصبًا رياضيًا هامًا جدًا، فوجدته قد عمل في شركة شهيرة للأثاث ومسؤولاً عن براند لـ شاهي، وغيرها من المناصب غير الرياضية. بالتأكيد سيأتي من يقول: يا أخي أنتم قدامى الدنيا تغيرت والرياضة أصبحت استثمارًا. أقول له: نعم الرياضة أصبحت استثمارًا وتسويقًا ولكن هي في الأساس رياضة، نعم نهتم بالجانب المالي ولكن ليس على حساب الجانب الفني، لو قلت لهلالي مثلاً تريد ناديك يكسب مليارات أم يحقق بطولات؟ بالتأكيد إجابته البطولات. وهذا ما يحدث للنصر الآن وتسبب في قهر الجمهور، فالأموال في الرياضة إن لم تحقق البطولات فليس منها فائدة. وهذا ما يحدث في رياضتنا عمومًا، والنتائج تؤكد ذلك، وآخرها إخفاقنا الكبير في الأولمبياد. عمر مغربل وغيره من المتخصصين في مجالات ذات صلة بالرياضة نستعين بهم كمسؤولين عن إدارة معينة، ولكن ليس في مناصب قيادية. أنا مثلاً لا أنفع أن أكون في منصب قيادي اقتصادي، ولا أرضى لنفسي ذلك لأني سأفشل، ولكني أثق في نجاحي إعلاميًا أو رياضيًا. أرجوكم أعيدوا الرياضة للرياضيين، فلدينا الكثير من الرياضيين المؤهلين قبل الندم على ضياع الوقت والمال، وانعدام أكسجين الرياضة الذي يتنفسه السعوديون.