نلعب أم نتعلم؟!
مع بداية العام الدراسي، وتزامنًا مع انطلاقة الموسم الرياضي، نلاحظ انقطاع بعض اللاعبين بحجة تأثير الرياضة على مستقبلهم الدراسي.. فهل هذا حقيقة؟.
وفقًا لما ذكره موقع صحيفة “ديلى ميل” البريطانية برهن عدد من الباحثين على أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أثناء الدراسة تساعد في تعزيز درجات امتحان التلاميذ في بعض المواد من خلال تطوير مهاراتهم المعرفية.
ولفهم الرابط بين اللياقة والمهارات الأكاديمية، أقام فريق البحث شراكة مع ثماني مدارس في سويسرا، وأجريت اختبارات معرفية وجسدية على 193 تلميذًا تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا، ووجد علماء النفس في النهاية أن هناك صلة بين اللياقة القلبية التنفسية الأفضل والحصول على علامات أعلى في الرياضيات واللغة الفرنسية.
وأوضح المؤلف المشارك “Julien Chanal” قائلًا:
“من خلال تحليل هذه التأثيرات عبر نموذج الوساطة الإحصائية، أثبتنا أن الرابط بين اللياقة القلبية التنفسية والأداء الأكاديمي كان غير مباشر وفي الواقع، ترتبط اللياقة البدنية بوظائف تنفيذية أفضل، وهي بالفعل وظائف تنفيذية تؤثر على الأداء المدرسي”.
وتتحدى هذه الدراسة أيضًا فكرة إجبار الأطفال على الدراسة أكثر وقضاء المزيد من الوقت في مكاتبهم من أجل النجاح في المدرسة، والهدف أيضًا من إجراء الدراسة هو زيادة النشاط البدني الذي يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في النتائج المدرسية، ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “Medicine and Science in Sport and Exercise”.
وفي نفس السياق خلال سنة 1963م، برهنت دراسة علمية أن كل الطلاب الرياضيين سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا المشتركين في كرة السلة قد حصلوا على معدل مرتفع في تقديراتهم المدرسية، حيث كان ذلك بعد تثبيت بعض المتغيرات أهمها «الذكاء، المنهج»، حيث اتضح أن الطلاب الرياضيين مستواهم أعلى بقليل من الطلاب غير الرياضيين.
لا يبقي إلا أن أقول:
من المهم أن تدرك كثير من الأسر التي تحرم أطفالها من ممارسة النشاط البدني بحجة تأثير الرياضية سلبيًّا على تحصيلهم الدراسي أن كثيرًا من الدراسات العلمية برهنت التأثير الإيجابي لممارسة النشاط البدني على القدرات العقلية للطلاب.
وهنا يأتي الدور المهم لمعلم التربية البدنية على تشجيع طلابه على الاهتمام بممارسة الرياضة داخل المدرسة وخارجها، للحفاظ على صحتهم وتحسين مستواهم الدراسي.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”، وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.