«كارثة الثمانية.. كارثة العشرة»
مع كل نتيجة سلبية لمنتخبنا، تعود نغمة «الكارثة وجود 8 لاعبين أجانب»، فيما اللاعب المواطن لا يلعب ففقد حساسية اللعب، الآن أُضيف لاعبان، فبدأ ترديد كارثة العشرة، وأن إخفاق منتخبنا سببه اللاعبون الأجانب.
«وهذه الكارثة المفتعلة» وظفها مدرب منتخبنا «مانشيني» بالمؤتمر الصحفي حين أجاب على سؤال «تأثير عدد اللاعبين الأجانب في الدوري» قائلًا: «هي مشكلة»، بمعنى أن نتائج المنتخب سببها «الثمانية الأجانب» فيما هو لا يخطئ.
المضحك أن أصحاب نظرية «كارثة الثمانية، كارثة العشرة» ومعهم «مانشيني» يرون أن منتخبنا سيحقق نتائج أفضل، إن احترف اللاعب السعودي في الدوريات الأوروبية، لأن مستواه سيتطور.
مع أن اللاعب السعودي إن ذهب إلى أوروبا سيكون احتياطيًا أيضًا إلى أن يطور مستواه، فينطبق علينا المثل الشعبي «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي»، وستخلق كارثة وهمية جديدة مفادها: «احتراف اللاعب السعودي في أوروبا وعدم مشاركته أساسيًا كارثة على المنتخب».
بعيدًا عن أصحاب «نظرية الكوارث» دعونا نطرح سؤالًا منطقيًا: ما الذي يدفع الإنسان لتطوير مستواه؟
على المستوى الشخصي هناك محركان يدفعانه للتطور، أحدهما داخلي «الدافع وهو شعور أو رغبة داخلية توجه سلوك الفرد لسد حاجة ما ليشبعها «إثبات وجوده».
والآخر خارجي «الحافز وهو مؤثر خارجي يحفز الفرد ويشجعه على تطوير مستواه، ليحقق دخلًا أعلى.
إضافة إلى كفاءة الجامعة والمؤسسة/الدوري ليساهم في تطوير قدرات الطالب/الموظف/اللاعب.
وبالتالي ذهاب اللاعب إلى دوريات أوروبا، أو بقاؤه في دورينا الذي أصبح قويًا فنيًا، سيعطي نفس النتيجة «مناخ وبيئة صالحة لتطوير قدرات الفرد».
وما نحتاجه تطوير «الدافع لدى الفرد» وأن يكون لديه طموح بأن يكون الأفضل على مستوى العالم في أي مجال.
وهذه مهمة البيت والمدرسة فيتعاونان على تطوير الدافع لدى الطفل، أما أفراد المجتمع فعليهم ألا يتنمروا، أو يسخروا من الطفل إن قال «أحلم أن أكون الأفضل في العالم»، كما حدث لذاك الطفل الذي حلم أن يكون الأفضل، لكن السخرية منه، جعلته يصدق أن حلمه أكبر منه.