وطن ورؤية
أن تبدأ متأخرًا خيرٌ من ألا تبدأ، وأن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي. أرى أن هذه المقولة تنطبق على ما يحدث في السعودية خلال الفترة الماضية والجارية من إنجازاتٍ رياضيةٍ وثقافيةٍ واقتصاديةٍ وغيرها، إنجازات كبيرة، ستظل عالقةً في أذهان جميع السعوديين، خاصَّةً الرياضيين، وستُسجل تحوُّلاته التاريخية بأحرفٍ من ذهبٍ في السجلات الخضراء. من أول تحليقٍ للأندية السعودية الكبرى إلى عالم الخصخصة، مرورًا باستقطاب أهم الأسماء العالمية، والاستضافات المونديالية الكبرى، في مقدمتها كأس العالم للأندية في جدة، وكأس آسيا 2027، وليس انتهاءً بالحلم الكبير «مونديال 2034»، وبهذا أستطيع أن أقول لك إن حجم صناعة الرياضة قد نما بنحو 30 مليار ريالٍ سعودي حاليًّا وسط توقعاتٍ بمضاعفته مرتين، ليصل إلى 84 مليارًا بحلول 2030.
وفي هذه الأيام تحتفل السعودية باليوم الوطني وسط إنجازاتٍ في كافة المجالات، جاءت وفق رؤيةٍ ملهمةٍ، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي مقدمة هذه المجالات الرياضة التي حققت خلال العام الجاري قفزةً كبيرةً، جذبت إليها أنظار واهتمام العالم، منذ إعلان مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، التي تحوَّلت ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة، إلى جانب الأندية الأخرى التي ستأتي تباعًا، ما سيجعل قطاع الرياضة والترفيه في السعودية ينمو بنسبة 12% سنويًّا، بما يشير إلى تزايد الطلب على الأنشطة الترفيهية والرياضية في البلاد بدليل استقطابها منذ مطلع العام الجاري نحو 40 صفقةً في قطاع الرياضة بقيمةٍ إجماليةٍ 3.7 مليار ريال، 30% منها، أي نحو مليار ريالٍ، استثمارٌ أجنبي.
بالفعل نحن في حاجةٍ إلى الاستثمار المحلي والدولي لتسريع النمو في قطاع الرياضة مثلما يفعل صندوق الاستثمارات العامة في التعامل مع كليهما من خلال منظورٍ دولي حيث تتلخص الفكرة في أن تطوِّر الرياض المشهد الرياضي المحلي باستقطاب المشروعات والمواهب الدولية إلى السعودية، وهذا ما يجعلني أؤكد أنه عامًا بعد آخر، ستمضي الرياضة السعودية نحو التطور والازدهار بخطواتٍ وثابةٍ، تحفُّها روح النجاح والطموحات العالمية، وتدعمها رؤية 2030 الواعدة والطموحة.